[المطلب الأول: حاجة العالم لبعثة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم]
...
تمهيد:
ومن المناسب أن يفرد خاتم النبيين وأفضلهم على الإطلاق، ببحث مستقل، وقد سلك رشيد رضا في "نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم" مسلكاً صحيحاً إذ أنه بين أولاً حاجة العالم لهذا النبي صلى الله عليه وسلم ورد شبهة كفاية أديان أهل الكتاب عن رسالته، ثم بين استعداد العالم لهذه الرسالة، ثم بين أدلة صدق هذه النبوة، حتى إنه لا تثبت نبوة نبي قبله ما لم تثبت نبوته بهذه الأدلة. وهو ما أعرضه في المطالب التالية.
[المطلب الأول: حاجة العالم لبعثة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم]
بين رشيد رضا ـ تمهيداً لإثبات نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم ـ حاجة العالم لهذه النبوة واستعداده لها. فقال: "كان العالم الإنساني قبل ظهور الإسلام في غمرة من الشقاء والتعاسة، وظلمات من الفتن، وفساد الأخلاق، وتداعي أركان المدنية السابقة وصدع بنيانها، فأراد الحي القيوم أن يحيي هذا النوع حياة طيبة ويقيم مدنيته على أساس من الحكمة، يثبت ويبقى إلى ما شاء الله تعالى، ويبلغ به الإنسان كماله المستعد هو له في أصل الفطرة القويمة،