للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: الصلة بين "الإيمان" و"الإسلام"]

اختلف العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ في هذه المسألة نظراً لاختلافهم في فهم بعض النصوص. وأقوالهم فيها ثلاثة:

الأول: الترادف: فذهب فريق من أهل العلم ـ رحمهم الله ـ إلى أن الإيمان والإسلام بمعنى واحد وأنهما مترادفان، وممن قال بهذا القول: البخاري في صحيحه ١، ومحمد بن نصر المروزي ٢، فقد بسط القول في هذه المسألة واختار هذا الرأي وعزاه إلى جمهور أهل السنة ٣، وكذلك الحافظ ابن منده ٤، رحمهم الله تعالى، واحتج هؤلاء بما يلي:

قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ


١ انظر: الصحيح: ك: الإيمان، باب: سؤال جبريل عن الإيمان والإسلام والإحسان (١/ ١٤٠)
٢ هو محمد بن نصر بن الحاج، الحافظ الإمام، كان من أعلم أهل زمانه باختلاف الصحابة والتابعين، وكان ذا عبادة. ت: ٢٩٤هـ. انظر: ترجمته: السير (١٤/ ٣٣ـ ٤٠) والبداية والنهاية (١١/١٠٢) ط. دار الفكر، بيروت، ١٣٩٨هـ.
٣ انظر: تعظيم قدر الصلاة (٢/ ٥٠٦ـ ٥٣١) وانظر أيضاً: (١/ ٤١٨)
٤ هو محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده الإمام الحافظ، محدث الإسلام من أوسع العلماء رحلة وأكثرهم حديثاً، ت: ٣٩٥هـ. انظر: السير (١٧/ ٢٨ـ ٤٣) والبداية والنهاية (١١/ ٣٣٦) ، وانظر: الإيمان له (١/ ٣٣١ـ ٣٣٢)

<<  <   >  >>