ويحسن بنا ـ قبل الشروع في معنى الربوبية ـ أن نقف على معنى أصل هذه المادة، وهو كلمة "رب".
قال ابن فارس: "الراء والباء يدل على أصول. فالأول: إصلاح الشيء والقيام عليه. فالرب: المالك، والخالق، والصاحب. والرب: المصلح للشيء. يقال: ربَّ فلان ضيعته؛ إذا قام على إصلاحها. وهذا سقاء مربُوبٌ بالرُّبِّ. والرُّبّ للعنب وغيره، لأنه يُرَبُّ به الشيء. وفرس مربوب. قال سلامة ١:
ليس بأسقى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ ... يُسْقى دواءَ قَفِيِّ السَّكنِ مَرْبُوبِ
والربُّ: المصلح للشيء. والله جل ثناؤه الرَّبُّ، لأنه مصلح أحوال خلقه.
١ هو ابن جندل، والبيت في المفضليات (ص: ١٢١) ط. دار المعارف، مصر، ت: أحمد شاكر وعبد السلام هارون.