للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ١، وبقوله {.. فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا} ٢ مع قوله: {.. فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} ٣، ففي هذين الدليلين سوّى الله تعالى بين اسم الإسلام واسم الإيمان فدل ذلك على أن من آمن فهو مسلم، وأن من استحق أحد الاسمين فقد استحق الآخر ٤.

وأجابوا عن قوله تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} ٥، والذي يدل بظاهره على الفرق بينهما، بأن الإسلام المذكور ليس على الحقيقة، وإنما كان على الاستسلام أو الخوف من القتل، وكذا أجابوا على كل دليل ظاهره الفرق ٦.

القول الثاني: التباين: فقال فريق من أهل العلم أن الإسلام يباين الإيمان ويفترق عنه، وممن قال به: الزهري ٧ وحماد بن زيد ٨ وأحمد بن حنبل، ومن التابعين: الحسن ومحمد بن سيرين ٩ ومن الصحابة عبد الله بن عباس ١٠، واستدل هؤلاء بآية الحجرات: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} ١١ على أن الإيمان المنفي هو الإيمان الكامل الذي يمدح


١ سورة الذاريات: الآيتان (٣٥ و٣٦)
٢ سورة البقرة: الآية (١٣٧)
٣ سورة آل عمران: الآية (٢٠)
٤ انظر: ابن منده: الإيمان (١/٣٣٢)
٥ سورة الحجرات: الآية (١٤)
٦ انظر: البخاري: الصحيح: ك: الإيمان، باب: إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة.. (١/ ٩٩)
٧ هو محمد بن مسلم بن شهاب القرشي الفقيه الحافظ، الإمام العلم، متفق على جلالته وحفظه، ت: ١٢٤هـ. السير (٥/٣٢٦) (والتقريب: ٨٩٦)
٨ حماد بن زيد بن درهم، ثقة ثبت فقيه مات ١٧٩هـ (تقريب: ٢٦٨)
٩ هو محمد بن سيرين الأنصاري أبو بكر: تقة عابد كبير القدر، ت: ١١٠هـ (تقريب: ٨٥٣)
١٠ انظر: ابن منده: الإيمان (١/ ٣٢١) وابن رجب: جامع العلوم والحكم (ص: ٢٦ـ ٢٧) ط. الحلبي بمصر، الرابعة ١٣٩٣هـ
١١ سورة الحجرات الآية (١٤)

<<  <   >  >>