للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به ١. وبحديث سعد بن أبي وقاص: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رجلاً ولم يعطِ رجلاً منهم شيئاً فقلت: يا رسول الله أعطيت فلاناً وفلاناً، ولم تعط فلاناً ـ وهو مؤمن ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مسلم.." ٢.

القول الثالث: وفي الحقيقة إن هذا القول يجمع بين القولين اللذين قبله وهو الذي تجتمع عليه النصوص، وملخصه: أن بين الإسلام والإيمان تلازماً مع افتراق اسميهما كالروح والبدن، ليس أحدهما الآخر وإن كان لا يوجد بدن حي إلا مع روح، فالإيمان كالروح والإسلام كالبدن، بمعنى أنهما متلازمان، لا أن أحدهما هو الآخر، فإسلام المنافقين كالبدن الميت جسد بلا روح ٣، كإسلام الأعراب في آية الحجرات.

وعلى هذا الرأي الأخير مشى رشيد رضا، فإنه قرر أولاً تباين مسمى "الإسلام" و " الإيمان" ففسر الإيمان بما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث" ٤. وفسر الإسلام بما جاء في الحديث نفسه من الأعمال أو الأركان الخمسة ٥.

وقال رشيد رضا: ".. الصواب أن مفهومي الإسلام والإيمان في اللغة متباينان، فالإسلام الدخول في السلم وهو يطلق على ضد الحرب وعلى السلامة والخلوص وعلى الانقياد.. والإيمان التصديق ويكون بالقلب.. ويكون باللسان.." ٦.

ولكن وعلى رغم هذا التباين اللغوي فإن اسم الإيمان والإسلام يتواردان على معنى واحد. هذا ما يقرره الشيخ رشيد بعد أن يبين المعنى القرآني للإيمان والإسلام فيقول: "وقد أطلق كل من الإيمان والإسلام في


١ انظر: ابن أبي العز: شرح الطحاوية (ص:٣٤٩)
٢ رواه البخاري: الصحيح. ك: الإيمان: باب: إذا لم يكن الإيمان على الحقيقة.. ح: ٢٧ (١/ ٩٩)
٣ انظر: ابن تيمية: الإيمان (ص: ٣٥٠ـ ٣٥١)
٤ البخاري: الصحيح: ك: الإيمان، باب: سؤال جبريل.. ح: ٥٠ (١/١٤٠)
٥ انظر: مجلة المنار (١٣/ ٥٧٢ ـ ٥٧٣)
٦ تفسير المنار (٣/ ٣٥٩)

<<  <   >  >>