للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تأويلات المتكلمين "المخالفة للسلف فلا يسلم منها أحد اعتمد في طلبه لعلوم الدين على كتب العقائد الرائجة في مصر وأكثر الأمصار.."١.

ويرفض الشيخ رشيد لغة المتكلمين ولسان الفلاسفة فإنهم يأتون إلى المعاني الواضحة البسيطة ويركبونها فتتعقد وتنغلق، كالموت وغيره فإن معناها ظاهر معروف "ولكنهم أوردوا عليها إشكالات بحسب علوم الفلسفة التي تغلغلت اصطلاحاتها في كتب المسلمين" ٢. وللمتكلمين لغة خاصة لا يشاركهم فيها أحد لا من المحدِّثين ولا من الفقهاء، ولا من اللغويين، فإنهم قد يفسرون الشيء بما يباينه تمام المباينة، ومن ذلك كلمة "الأفول" التي وردت في قوله تعالى: {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ} ٣، قال الشيخ رشيد:"وقد فسر بعض النظار وعلماء الكلام الأفول بالانتقال من مكان إلى مكان، وجعلوا هذا هو المنافي للربوبية لدلالته على الحدوث والإمكان، وهو تفسير للشيء بما قد يباينه، فإن المحفوظ عند العرب أنها استعملت "الأفول" في غروب القمرين والنجوم.." ٤. ويقول في موضع آخر: "فإن جعل السؤال بـ "ما" خاصاً بالسؤال عن الماهية والحقيقة من اصطلاح علماء المنطق لا من أساليب العربية.. وليس أسلوب القرآن جارياً على مذهب أرسطو في منطقه وإنما هو بلسان عربي مبين..٥".

وفيما يتعلق بالمنطق ٦ يقول الشيخ رشيد:"إننا نجزم بأن ما ذكروه في تعريف المنطق لا يصح باطراد، وإن حكماء اليونان وغيرهم ممن كانوا يحاولون إثبات العلوم العقلية بأنواعها حتى الإلهيات بتطبيقها على قواعد


١ المصدر السابق (٣٣/ ٦٨٠)
٢ تفسير المنار (٤/ ٢٧٠)
٣ سورة الأنعام: الآية (٧٦)
٤ تفسير المنار (٧/ ٥٥٩)
٥ المصدر السابق (٢/ ٣٠٨)
٦ المنطق كما يعرفه أهله: "علم يعصم الذهن عن الخطأ في التفكير" انظر: الجرجاني: التعريفات (ص: ٢٠٨) ط. الحلبي وأولاده بمصر. وانظر: ابن سينا: الإشارات (١/ ١١٧) ت. سلمان دنيا. ط. دار المعارف بمصر، الثالثة

<<  <   >  >>