للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عياض ١ وجماعة ٢.

فأهل السنة متفقون على هذا المعنى مع اختلاف عباراتهم فيه ٣، واتبع الشيخ رشيد رضا أهل السنة في ذلك فإنه ربط بين الإيمان والعمل برباط وثيق، ولا يزال يبدي ويعيد في هذا المعنى "لعل التكرار في المقامات المختلفة يؤثر في صخرة التقليد الصماء فيفتتها أو ينسفها نسفاً، فيعود المسلمون إلى إيمان القرآن الذي كان عليه السلف وصفوة الخلف ... " ٤. وأما إيمان القرآن فهو كما يقول: " ... والقرآن لا يكاد يذكر الإيمان إلا مقروناً بذكر العمل الصالح، وورد في السنة الصحيحة أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان ٥، وهذه السنة مؤيدة بخمس وسبعين آية من القرآن" ٦.

ويردد رشيد رضا هذه العبارات بقوة ليحطم الجدار الذي ضربه الإرجاء بين الناس وبين الإيمان الشرعي، فصار الإيمان عندهم ـ كما يقول ـ: "قولاً باللسان ورسماً يلوح في الخيال، تكذبه الأعمال، وتطمسه السجايا الراسخة والخلال، وهذا هو الإيمان الذي لا قيمة له عند الله تعالى ... " ٧.

وأما الإيمان الصحيح المقبول عند الله تعالى، فهو كما فهمه السلف من الكتاب والسنة "وقد فهم السلف الصالح من الكتاب والسنة: أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل وله شعب كثيرة" ٨، ويحكي رشيد رضا


١ عبد الله: السنة (ص:٣١٥ـ ٣١٧)
٢ انظر: عبد الله: المصدر السابق (ص: ٣١٥ـ ٣١٨) واللالكائي (٤/ ٩١٣) وابن أبي شيبة: الإيمان (ص: ٣٨) وما بعدها.
٣ انظر: ابن تيمية: الإيمان (ص: ١٦٢) ط. المكتب الإسلامي، الثانية ١٣٩٢هـ.
٤ رشيد رضا: تفسير المنار (٣/ ٢٥١)
٥ روي هذا المعنى مرفوعاً ولا يصح لفظه، وإنما دلت السنة على معناه. انظر: اللالكائي: شرح الأصول (٤/ ٩٢١ ـ ٩٢٢) وانظر: الهيثمي مجمع الزوائد (١/٣٥)
٦ مجلة المنار (٥/ ٤٣٧)
٧ تفسير المنار (١/ ٣٧٩)
٨ المصدر السابق (٤/ ٥٤)

<<  <   >  >>