للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يستطيع أن يقتحمه كل مغامر. لقد وجدت ثلاث قوى كلها تحاول السيطرة على مصر بعد الفرنسيين، هم: الأتراك، والمماليك والإنجليز ١.

لقد هبط "محمد علي" على مصر مع الجيوش الإنجليزية والتركية التي حشدت لمنازلة "بونابرت" وإخراجه من مصر ٢.

وكان "محمد علي" جندياً ألبانياً عسكرياً بحتاً، وكان مع ذلك أمياً لا يحسن الكتابة ٣. لقد أعجب منذ نعومة أظفاره بأوروبة وخاصة فرنسا أيما إعجاب، وتأثر بها أعمق تأثير، ولقد ولد وعاش فترة طويلة قبل مجيئه إلى مصر قريباً من هذه الحضارة الجديدة ٤.

لقد أحسن محمد علي استغلال الظروف التي مرت بها مصر بعد خروج بونابرت وحملته واستطاع بذكاء أن يصل إلى كرسي مصر وعرشها ٥. وإذا قيل: إنه كان عبقرياً حين استطاع أن يصل إلى عرش مصر وخزائنها فلزاماً أن يقال: أيضاً: إن استطاعته الاستمرار في الحكم والانفراد به أدل على تمتعه بعبقرية وشخصية ذكية وتفوق ذاتي ٦. لقد تخلص محمد علي من المماليك الذين كانوا دائماً مصدراً ومثاراً لكثير من الفتن، وكم أقضوا مضجع الوالي الجديد. كما أنه تخلص من العلماء الذي تزعموا الشعب المصري، وحملوا "محمدَ علي" إلى كرسي عرش مصر فصار عزيزاً لها ٧.


١ انظر تفصيل هذه الأحوال: بروكلمان: تاريخ الشعوب الإسلامية (ص٥٤٢) . ومحمود الشرقاوي: مصر في القرن الثامن عشر، ط. الانجلو مصرية (٣/١٥١) ، وأحمد شلبي: التاريخ الإسلامي (٥/٣٥٠) وما بعدها.
٢ قطاوي: محمد علي وأوروبا (ص:٢٠) .
٣ انظر: جورجي زيدان: مصر الحديثة (ص١٩٩) ، وكرد علي: الإسلام والحضارة العربية (ص٣٧٣) ط لجنة التأليف، الثالثة ١٩٦٨م القاهرة.
٤ انظر: قطاوي: محمد على وأوروبا (ص٢٧) .
٥ انظر هذه الملابسات: عبد الرحمن الرافعي: الحملة الفرنسية (ص٩) وما بعدها. ط. نهضة مصر، الرابعة، ١٣٨١هـ.
٦ قطاوي: "محمد علي وأوروبا" (ص١٩٣) .
٧ انظر: جورجي زيدان: مصر الحديثة (ص١٦٠) وما بعدها. وأحمد شلبي: التاريخ الإسلامي (٥/٣٥٢) وما بعدها.

<<  <   >  >>