للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجزم بأن هذا القرآن إنما كان بوحي من الله، لأنه خارق للعادة، يقول الشيخ رشيد بعد أن بسط هذه المقدمات:

"راجع هذا كله وتأمله جملة واحدة، تجد عقلك مضطراً إلى الجزم بأن هذا في جملته وتفصيله فوق استعداد بشر أميّ أو متعلم، وأنه لا يعقل إلا أن يكونوحياً من الله تعالى اختصه به.." ١.

"فمن كان يؤمن بأن للعالم رباً عليماً حكيماً رحيماً مريداً فاعلاَ مختاراً فلا مندوحة له ولا مناص عن الإيمان بأن هذا القرآن وحي من لدنه عزوجل.. ومن كان لا يؤمن بوجود هذا الرب الحكيم فهذا القرآن حجة ناهضة على وجوده الحق، بكونه ليس من المعهود في الخلق، وبما اشتمل عليه من الآيات البينات في الأنفس والآفاق.." ٢.

فإن قيل:" دلائل النبوة ومعجزات النبي صلى الله عليه وسلم ما عدا القرآن إنما نقلت إلينا من طريق الآحاد دون التواتر والحجة لا تقوم بنقل الآحاد ... لجواز وقوع الغلط فيها واعتراض الآفات من الكذب وغيره عليها.." ٣.

فالجواب من وجوه:

الأول: أن القرآن الكريم وهو الآية الكبرى، الثابتة بنفسها المثبتة لغيرها، هو متواتر مشاهد فيدفع به هذا الاعتراض.

ثانياً: "أن خبر الواحد من عامة الناس إذا انضمت إليه قرائن قوية أفاد العلم وقام مقام التواتر، فهذا في خبر آحاد الناس فكيف بخبر أفضل الأولين والآخرين.." ٤.

ثالثاً: أن كثرة الرسل قد تواترت لأهل العلم بتواريخ العالم مع تفرق


١ الوحي المحمدي (ص: ٣٤٣) وقارن مع ابن الوزير: ترجيح أساليب القرآن (ص: ٨١) ط. دار الكتب العلمية، الأولى ١٤٠٤هـ
٢ الوحي المحمدي (ص: ١٣٨ ـ ١٣٩)
٣ انظر: درء التعارض (٧/ ٣١٥)
٤ انظر: ابن الوزير: البرهان (ص: ٣٦ ـ ٣٧)

<<  <   >  >>