للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت الولاية منصباً رسمياً للباشا. إذ لم يكن هناك مماليك كأولئك الذين كانوا في مصر ينازعون الباشا سلطانه أو ينغصون عليه عيشه، ثم إن قرب سوريا من تركية ضمن للولاة الباشوات نوعاً من الهيبة. ومن هنا كان تكالب الولاة على سوريا ملحوظاً، وكان الطامعون في الولاية مستعدين أن يدفعوا رشوة باهظة لينالوها، فكثر بذلك عدد الولاة في كل ولايات سوريا إذ بلغ عددهم في ولاية دمشق ١٣٣والياً خلال السنين المائة والأربع والثمانين التي ابتدأت بالفتح العثماني ١.

الامتيازات وتقسيم الشام:

تقدمت فرنسا إلى الدولة العثمانية ـ وهي في أوج قوتها ـ باسم الصداقة والدبلوماسية تطلب مركزاً لرعاياها داخل الدولة العلية يمتاز عن رعايا باقي الدول وقد نجحت في ذلك فحصلت سنة ١٥٣٥ على هذا الامتياز، وما إن حصلت فرنسا على هذا الحق حتى حصلت روسيا على حق مثيل له بالنسبة للمسيحيين الأرثوذكس ٢. وكانت أوروبا تنتهز الفرص من حين لآخر لتحصل على مزيد من الامتيازات للمسيحيين وبالتالي مزيد من حقوق التدخل باسم حمايتهم. ونتيجة لذلك برز الموارنة في لبنان مؤيدين بفرنسا ووقف الدروز مؤيدين بإنجلترا وقامت فتن وثورات ٣.

وفي عام ١٨٦٤ ونتيجة لتوالي الفتن والتدخل الأوروبي انفصلت لبنان رسمياً عن الدولة العثمانية وسوريا وظلت كذلك حتى قيام الحرب العالمية الأولى٤.

وبعد الحرب العالمية الأولى حصلت فرنسا على حق الانتداب على


١ انظر: محمد كرد علي: خطط الشام (٢/٢٣٥) ، ط. دار العلم للملايين، بيروت، الثالثة، ١٤٠٣هـ. وأحمد شلبي: مرجع سابق (٥/٤٩٢) .
٢ انظر: أحمد شلبي: المرجع السابق (٥/٤٩٥) وما بعدها.
٣ انظر: محمود شاكر: التاريخ الإسلامي (٨/١٨١) ، وأحمد شلبي: مرجع سابق (٥/٤٩٧) ، ومحمد كرد علي: خطط الشام (٣/١٠٧) .
٤ انظر: أحمد شلبي: مرجع سابق (٥/٤٩٩) .

<<  <   >  >>