للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول في موضع آخر: "وأسماء الله كثيرة وكلها حسنى بدلالة كل منها على منتهى كمال معناه وتفضيلها على ما يطلق منها على المخلوقين كالرحيم والحكيم والحفيظ والعليم" ١.

فمع إثباته للأسماء يرى الشيخ رشيد أن معنى الحسن فيها يرجع إلى أمرين:

أحدهما: دلالتها على المعاني والصفات الكاملة.

الثاني: علوها وفضلها ومفارقتها في الحقيقة لما يطلق منها على المخلوق.

فوافق الشيخ رشيد في ذلك أهل السنة وخالف فريقين:

الأول: من قال إن أسماء الله جامدة لا تدل على معنى، بل هي أعلام محضة كحروف المعجم في دلالتها على مسمياتها دون ملاحظة معنى زائد ٢.

الثاني: من نفى الأسماء فراراً من التشبيه، ونفى لذلك أن يسمى الله بهذه الأسماء، ونفى حتى أن يقال إنه شيء، حتى لا يشبهه بالأشياء ٣.

فبين الشيخ رشيد أن ما أطلق على المخلوقين من هذه الأسماء لا يقتضي تشبيهاً ولا تمثيلاً، لأن أسماء الله تعالى وصفاته تعلو وتشرف على صفات المخلوقين، وتدل على أكمل المعاني وأصدقها بخلاف صفات المخلوقين. فيقول في ذلك: "فحاصل ما تقدم أن جميع ما أطلق على الله تعالى من الأسماء والصفات هو مما أطلق قبل ذلك على الخلق إذ لو وضع لصفات الله تعالى ألفاظاً خاصة وخوطب بها الناس لما فهموا منها شيئاً..


١ المصدر نفسه (٩/ ٤٣٢)
٢ انظر: الدارمي: الرد على المريسي (ص: ٨) ، وابن القيم: بدائع الفوائد (١/ ١٧٠)
٣ انظر: الدارمي: الرد على المريسي (ص: ٢٣) ، وابن خزيمة: التوحيد (ص: ٢٧) ط. دار الكتب العلمية، بيروت ١٣٩٨هـ ت: خليل هراس، والأشعري: المقالات (١/ ٢٥٩)

<<  <   >  >>