للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فادعى بعضهم أن الضمير "هو" من أسمائه تعالى، فيدعونه ويذكرونه به، وادعى بعضهم كذلك: أن "آه" من أسمائه تعالى، بل ذهب بعضهم إلى أن "هو" هو الاسم الأعظم ١.

ويرد الشيخ رشيد على هؤلاء أيضاً فيقول:"والضمير "هو" ليس من أسماء الله تعالى ولا يدل بنفسه على ذات الله تعالى ولا على صفة من صفاته، وإنما يدل على ذلك كما يدل على غيره إذا وقع في الكلام ضميراً راجعاً إليه.."٢.

وأما " أه" التي يرددونها على أنها ذكر لله تعالى، فإنها وكما ينقل الشيخ رشيد:"بفتح الهمزة وسكون الهاء ليس من الكلمات العربية في شيء، بل هو لفظ مهمل لا معنى له مطلقاً، وإن كان بالمد فهو إنما يدل في اللغة العربية على معنى التوجع، وليس من أسماء الذوات فضلاً عن أن يكون من أسماء الله الحسنى.."٣.

وأما الدعاء بالأسماء المقيسة والمخترعة على غير قياس، مثل: يا سخي، قياساً على يا جواد، فلا يجوز ٤. قال الشيخ رشيد:"ومثله يا هو فإنه لم يقله أحد من السلف الصالح ولا جائز في لغة الدين، وأولى منه بالإنكار"أه" فإنه ليس من هذه اللغة ... "٥. ويجوز الإخبار عنه تعالى ببعض الأسماء المقيسة كما سبق لأن باب الإخبار عنه تعالى أوسع من باب الصفات وباب الصفات أوسع من باب الأسماء ٦. أي أننا نخبر عنه تعالى


١ مجلة المنار (٢٢/ ٥١ـ ٥٣) وانظر: عبد الرحمن الوكيل: "هذه هي الصوفية" (ص: ١٤٤ـ ١٤٥) ط. دار الكتب العلمية. بيروت، الرابعة ١٩٨٤م.
٢ المصدر نفسه (٢٢/ ١٥١)
٣ مجلة المنار (٢٢/ ٤٩)
٤ انظر: الخطابي: شأن الدعاء (ص: ١١١)
٥ مجلة المنار (٢٢/ ١٥٤)
٦ انظر: ابن تيمية درء التعارض (٤/ ١٤٠) ، وابن القيم: بدائع الفوائد (١/ ١٦١) ، ورشيد رضا: تفسير المنار (٩/٤٤٣)

<<  <   >  >>