للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما يدل عليه قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} ١:كفر، فيقول: "الإيمان بظاهر القرآن واجب بالإجماع فإن أوهم تشبيهاً جزمنا بأن التشبيه غير مراد بدليل العقل والنقل وفوضنا الأمر في كيفية ذلك وتأويله: أي ما يؤول إليه إلى الله عزوجل ... وهو ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الحديث والفقه المجتهدين ... فعلم منه أن ما كفَّرهم به هو صحيح الإيمان، وأن ما يدعو الناس إليه هو عين الكفر والابتداع ... "٢.

وأود أن أشير إلى قوله: " ... وتأويله أي ما يؤول إليه فإنه يبين معنى صحيحاً من معاني التأويل ٣ وهو خلاف تأويل المتكلمين الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى معنى آخر مرجوح أو غير مراد ٤، وإذا ضممنا لهذا اعتبار الشيخ أن التأويل هو نوع من الإلحاد في أسماء الله وصفاته وقعت فيه بسبب التأويل الجهمية والمشبهة والأشعرية نستطيع أن نتبين بوضوح الموقف النهائي للشيخ رشيد من التأويل المذموم.


١ سورة الملك، الآية (١٦)
٢ مجلة المنار (٣٣/ ٣٨٠ ـ ٣٨١)
٣ انظر: ابن القيم: الصواعق المنزلة (١/ ٧٧ـ ٨١) .
٤ المصدر نفسه (ص: ٧٩)

<<  <   >  >>