للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عزيزها "محمد علي". لقد تخرج بعض الشاميين في مدارسه ١. وفيما يتعلق بالعلوم الدينية فقد قدم الشاميون إلى الأزهر لتلقي هذه العلوم عوضاً عن تلقيها في جامع بني أمية في حاضرتهم "دمشق".

ورغم أن الدولة العثمانية كانت قد أنشأت المدارس العالية في الآستانة ودخل فيها بعض الشاميين، كما أنها فتحت مدارس رسمية لها بالشام، ولكن في كل ذلك، كان التعليم باللغة التركية، لذلك قل إقبال أبناء العرب عليها ٢. ومما زاد الطين بلة، أن الدولة لم تكن تشجع المدارس الخاصة التي كان ينشئها المتحمسون لخدمة بلادهم وأمتهم. مما يجعلها عاجزة عن الاستمرار في أداء مهمتها، فقد اضطر الشيخ حسين الجسر ٣ إلى إغلاق مدرسته التي افتتحها في طرابلس، وكان التعليم فيها باللغة العربية، وتعنى بكافة العلوم العربية والشرعية والعصرية، لأن الدولة لم تساعدها.

وأما المطابع فبالرغم من أن المطابع وصلت إلى الشام قبل أن تعرفها مصر، إلا أنها كانت قليلة ونادرة، فلا نجد ذكراً لها في بلاد الشام إلا في النصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي. وقد أخذ إبراهيم باشا ـ أثناء حملته على الشام ـ مطبعة حملها معه إلى هناك ٤. حتى إذا انتهى النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي أخذت المطابع تنتشر شيئاً فشيئاً في بلاد الشام.

ولذلك كانت الكتب عزيزة لا يكاد يملكها إلا الموسرون، وأما أصحاب المكتبات الخاصة فهم مع قلتهم بخلاء بها خوفاً من السارقين والعابثين ٥.


١ انظر: محمد كرد علي: خطط الشام (٤/٦٢) وما بعدها
٢ انظر: محمد كرد علي: المرجع السابق (٤/٦٢)
٣ انظر حكاية هذه المدرسة عند رشيد رضا: المنار والأزهر (ص:١٣٩) وستأتي ترجمة الشيخ حسين الجسر ـ إن شاء الله تعالى ـ.
٤ انظر: محمد كرد علي: الإسلام والحضارة العربية (ص:٣٧٦)
٥ انظر المصدر السابق، الصفحة نفسها.

<<  <   >  >>