للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً: الدعاء:

يقرر الشيخ رشيد أن الدعاء صورة من صور العبادة١، بل هو أعظم مظاهر العبادة٢، وهو العبادة الفطرية الوحيدة، وما سواه فعبادات تشريعية وضعية٣.

لقد عرف الشيخ رشيد الدعاء لغة فقال: "وأصل الدعاء: النداء والطلب مطلقا أو مع ملاحظة استعلاء المنادى المطلوب منه ... "٤.

ولكن ليس كل نداء وطلب عبادة، إلا "إذا لوحظ معه تعظيم المدعو واعتقاد أن له سلطة غيبية وراء الأسباب الظاهرة أو طلب منه ما لا ينال بالكسب، سواء كان اعتقاد السلطة له لذاته أو لأنه واسطة بين الداعي وبين الله تعالى يقربه إليه زلفى. ولا يخرجه عن معنى العبادة تسميته باسم آخر كالتوسل والاستشفاع ... فالعبرة بالحقائق لا بالأسماء ... " كما يقول الشيخ رشيد –رحمه الله-٥.

ويستدل الشيخ رشيد على كون الدعاء عبادة بالكتاب والسنة، فيقول: "وقد ذكر الدعاء في القرآن أكثر من سبعين مرة، بل زهاء سبعين مرة بعد سبعين مرة ... "٦.

وهذه الآيات الكثيرة جاءت على صور مختلفة يبينها الشيخ بقوله: "بعض آيات الدعاء أمر بدعائه تعالى وحده٧، وبعضها نهي عن دعاء غيره مطلقاً٨، ومنها حجج على بطلان الشرك أو على إثبات التوحيد٩، ومنها أمثال تصور


١ مجلة المنار (١٢/٦٣٢) .
٢ المصدر نفسه (١٢/٣٩٥) .
٣ الوحي المحمدي (ص:١٧١ وص: ٢٣٩-٢٤٠) .
٤ مجلة المنار (٢/٦٣٢) .
٥ المصر نفسه.
٦ الوحي المحمدي (ص:١٧١) .
٧ انظر: مثلاً: سورة الأعراف، الآية (٥٥ و٨٠ و١٣١) .
٨ انظر: سورة يونس، الآية (١٩٧) .
٩ انظر: مثلاً: سورة الأعراف، الآية (١٩٧) .

<<  <   >  >>