للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البأس والإشراف على البأس، ويعتبر الشيخ رشيد أن هذا النوع هو مقياس ومعيار الإيمان والاعتقاد بالإله. فيقول: "وهذا الفرع من الدعاء هو ميزان الإيمان ومعيار التوحيد الخالص، ... وإنما كان الدعاء في حالة الاضطرار معياراً للإيمان لأن من يعتقد بقوة غيبية وراء الأسباب لغير الله تعالى فهو يلجأ إليها في تلك الحالة بطبعه وينطق لسانه بدعاء صاحبها وندائه، ولا توجد إمارة على الشرك أظهر من هذه الإمارة ... "١.

ومن هذا يتبين أن شرك المتأخرين أغلظ من شرك الأولين، لأن الأولين كانوا إذا مسهم الضر والخوف دعوا الله تعالى مخلصين له الدين، وإذا نجاهم إلى البر عادوا إلى شركهم. فهم لا يشركون في حالة البأس، وإنما يشركون حال الرخاء.

أما المتأخرون فإنهم يدعون الأموات حال البأس وحال الرخاء جميعاً٢.

وأما القسم الثاني من الدعاء فهو الاختياري، فيقول عنه الشيخ رشيد: " ... فإنه من الأعمال التي تزيد في الإيمان وتمده وتدعمه كسائر العبادات المطلوبة في الدين ... "٣. وهذا النوع من الدعاء هو الذي يسميه السلف دعاء العبادة٤.

الشرك في الدعاء:

ويقرر الشيخ رشيد أن دعاء غير الله تعالى شرك، وأن المدعو بهذا الدعاء قد اتخذ إلهاً من دون الله.

فيقول: "وشر أنواع الاعتداء في الدعاء التوجه فيه إلى غير الله ولو


١ مجلة المنار (٦/٤٠٨) .
انظر: محمد بن عبد الوهاب: الدرر السنية (٢/٢٤-٢٦) ، وعبد الرحمن بن حسن: فتح المجيد (ص:١٧٥)
٣ مجلة المنار (٦/٤٠٨-٤٠٩) .
٤ عبد الرحمن بن حسن: فتح المجيد.

<<  <   >  >>