للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كدين جديد له قواعده المختلفة عن دين الإسلام، كما أن له مصادر تلقي خاصة به غير مصادر التلقي العامة عند المسلمين.

ولقد تحدث الشيخ رشيد رضا عن هذه الفرقة وهو يعرفها تمام المعرفة، إذ كان –رحمه الله- أحد السالكين للطريقة النقشبندية١. ولكنه تحول عن ذلك فيما تحول عنه بعد اطلاعه على كتب السلف لا سيما كتب ابن تيمية ومدرسته.

والذي يترجح في سبب تسمية الصوفية بهذا الاسم أنهم نسبوا إلى لبس الصوف٢.

وقد تحدث الشيخ رشيد عن نشأة الصوفية وتطورها إلى أن صارت رأس الفرق المبتدعة وأبعدها أثرا في الإسلام، فيرى الشيخ رشيد أن أول ظهور الصوفية كان في صورة حسنة تقصد إلى "التخلق بالأخلاق الفاضلة وما تستتبعه من أعمال البر والتقوى"٣. ثم إنها استقلت –بعد ذلك- وتميزت حتى صارت فرقا مستقلة، ثم مازجت كتبهم تعاليم غريبة وحدثت لهم اصطلاحات خاصة"٤. ثم إن هذه الفرق –صارت- كما يقول الشيخ رشيد –وكما يعرفها الناس: "مصدر تلك المنكرات ومعهد تلك الموبقات"٥.

يقول الشيخ رشيد: " ... إن مقاصد الصوفية الحسنة قد انقلبت ولم يبق من رسومهم الظاهرة إلا أصوات وحركات يسمونها ذكرا يتبرأ منها كل صوفي وإلا تعظيم قبور المشايخ تعظيما دينيا مع الاعتقاد بأن لهم سلطة


١ انظر: المنار والأزهر (ص:١٤٨) ، والنقشبندية، هي إحدى الطرق الصوفية نسبة إلى الشيخ محمد بهاء الدين شاه نشقنبند. انظر: عبد الرحمن دمشقية: "النقشبندية (ص:٢٩) ط: دار طيبة، الرياض، الثالثة ١٤٠٩هـ/١٩٨٨م.
٢ انظر: ابن تيمية: مجموع الفتاوى (١١/٦-٧) .
٣ مجلة المنار (١/١١٩) .
٤ المصدر نفسه والصفحة.
٥ المصدر نفسه والصفحة.

<<  <   >  >>