للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما المنكرات التي تصحب هذه الاحتفالات "الدينية" فيقول عنها الشيخ رشيد: "فالموالد أسواق الفسوق، فهي خيام للعواهر وحانات للخمور، ومراقص يجتمع فيها الرجال لمشاهدة الراقصات المتهتكات العاريات، ومواضع أخرى لضروب من الفحش في القول والفعل، يقصد بها إضحاك الناس ... "١.

ولم يقتصر الاشتراك في هذه المفاسد على عامة الناس وسقطتهم وأهل الجهل منهم –بل- وبكل أسى لقد تجاوز الأمر ذلك إلى من ينتسبون إلى العلم –كما يقول الشيخ رشيد-: "ويرى بعض كبار مشايخ الأزهر يتخطون هذا كله لحضور موائد الأغنياء في السرادقات، والقباب العظيمة التي يضربونها وينصبون فيها الموائد المرفوعة ... ويهنئ بعضهم بعضا بهذا العمل الشريف في عزفهم ... "٢.

هذه الحالة التي وصلت إليها هذه الاجتماعات بلغت مدى بعيدا في الفساد، فسماها الشيخ رشيد "مفاسد لا موالد"٣.

ويتحدث عن خطورة مشاركة العلماء للجهلاء في هذه الموالد أو المفاسد فيقول: " ... وأضر البدع وأشدها إغواء وضررا مل يحضره صنف من علماء الدين لأن يكون هذا غشا للناس يجعلهم يعتقدون بأن البدعة شريعة دينية ... فيحتج الجهلاء بهم على إماتة السنة وإحياء البدعة ... "٤.

ويقرر الشيخ رشيد أن عمل المولد للنبي صلى الله عليه وسلم بدعة كغيره، " ... إن عمل الموالد بدعة لم تنقل عن أحد من سلف الأمة الصالح من أهل القرون الثلاثة التي هي خير القرون بشهادة الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، ومن زعم بأنه يأتي في هذا الدين بخير مما جاء به


١ المصدر نفسه والصفحة، وأيضا: انظر: تصوير الشيخ لمنكرات الموالد. مجلة المنار (١/٩٣-٩٨) واقتراح لإزالتها، المصدر نفسه (١/١٠٠-١٠١، ١١٢-١١٩) .
٢ تفسير المنار (٢/٧٥) ووانظر: مجلة المنار (٨/٢٢١) .
٣ مجلة المنار (٤/٥٩٤) .
٤ المصدر نفسه (٣/٦٦٤) .

<<  <   >  >>