للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعلم المؤمنين بهذا الكتاب أن لهذا الكون نظاماً محكماً وسنناً مطردة، ارتبطت فيها الأسباب بالمسببات، وأنه ليس في خلق الرحمن خلل ولا تفاوت، ولا فيه قذفات مصادفات ولا خلل استبداد، وأنه لا استئناف في الإيجاد والإمداد ... " ١.

ورغم أن كلام رشيد رضا يتضمن عناصر هامة في معنى القدر والإيمان به، إلا أنه يبدو ناقصاً بعض الأركان التي أشرت إليها، وهي: العلم السابق والكتابة والإرادة والخلق. إلا أن رشيد رضا لا ينكر شيئاً من ذلك. فهو ينكر على القدرية الأولى عدم اعترافهم بالعلم السابق ودعواهم أن الأمر أنف: أي مستأنف أو كما يقول رشيد رضا "أن اله يستأنف ويبتدأ ما يريد إيجاده كل شيء في وقته ... " ٢. كما أنه ينكر على المتأخرين منهم إنكارهم لإرادة الله تعالى ـ مع إثباتهم العلم ـ مع أن "الإرادة هي وقوع الفعل من العالم على حسب علمه" ٣. فإذاً يثبت رشيد رضا هذين العنصرين الهامين في تعريف القدر: وهما: العلم والإرادة، حتى إنه يقول: إن البحث في هذا الموضوع ـ القدر ـ هو من توابع البحث في العلم والإرادة الإلهية ٤. فمن أثبت القدر أثبت هذين العنصرين. ولذلك فنحن بحاجة لمعرفة موقف رشيد رضا من عناصر القدر الأربعة التي ذكرتها وهي: العلم والكتابة والإرادة والخلق.


١ مجلة المنار (١٢/ ١٩٥)
٢ المصدر نفسه (١٢/ ١٩٦)
٣ المصدر نفسه.
٤ المصدر نفسه (٣/ ٤٩٠)

<<  <   >  >>