للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإنسان قادراً مريداً فاعلاً بالاختيار ... وأن أفعاله تستند إليه ويوصف بها لأنها تقوم به وتصدر عنه باختياره ... " ١. ومع ذلك فإن الإنسان "غير تام القدرة ولا الإرادة ولا العلم" ٢.

وبهذا فارق رشيد رضا المعتزلة القائلين بعدم قدرة الله على أفعال عباده وإرادته لها، والأشعرية المنكرين لتأثير إرادة الإنسان ويعيب عليهم قولهم: "بأن لا تأثير للأسباب في مسبباتها ولا لقدرة الإنسان في عمله ... " ٣.

وهذه المرتبة ـ مرتبة الإرداة والمشيئة ـ قد دل عليها إجماع الرسل من أولهم إلى آخرهم، وجميع الكتب المنزلة من عند الله، والفطرة التي فطر الله عليها خلقه وأدلة العقول والعيان، وليس في لاوجود موجب ومقتضى إلا مشيئة الله وحده وإرادته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ٤.


١ تفسير المنار (٨/ ٥٦)
٢ المصدر نفسه (٤/ ١٩٥)
٣ مجلة المنار (٩/ ٨١)
٤ انظر: ابن القيم الشفاء (ص: ٨٠)

<<  <   >  >>