للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يخلق ما علمنا وما لم نعلم من أنواع المخلوقات وأن تكون المقابلات والنسب بين بعضها مختلفة من توافق وتباين وتضاد، ويترتب على ذلك في نظام الخلق أن الضد يظهر حسنه الضد، وأن تكون مصائب قوم عند قوم فوائد ... وجملة القول: إن ما خلقه الله تعالى فهو حسن في نفسه، متقن في صنعه، مظهر لنوع أو أنواع من حكمه في خلقه، ومن كماله في ذاته وصفاته، ولا شيء منه بباطل ولا بشر محض {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} ١ {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} ٢" ٣.

وآيات القرآن الكريم المثبتة لحكمة الله تعالى تؤيد ما ذهب إليه السلف ـ رحمهم الله ـ وتابعهم فيه الشيخ رشيد، وهي حجة على منكري الحكمة ونفاة التعليل، ومنها:

آيات كثيرة في وصف الله تعالى بالحكمة، كما قال تعالى: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} ٤ { ... إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ٥ في آيات من ذلك كثيرة ٦.

والمعنى في ذلك " ... الحكيم في خلقك وأمرك وفي تعليمك ما تشاء ومنعك ما تشاء" ٧.

والعقل يؤيد ذلك ويفرضه، فإن معطي الحكمة ومانحها لا بد أن يكون حكيماً، وفاقد الشيء لا يعطيه.


١ سورة الحجر، الآية (٨٥)
٢ سورة ص، الآية (٢٧)
٣ تفسير المنار (٨/ ٣٤١)
٤ سورة البقرة، الآية (٣٢)
٥ سورة البقرة، الآية (١٢٩)
٦ انظر: عبد الباقي: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن (ص: ٢١٤ ـ ٢١٥)
٧ ابن كثير: التفسير (١/ ٧١)

<<  <   >  >>