للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي، فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون" ١ ... فإذا كان هؤلاء الملائكة هم الحفظة الكاتبين فلا محل لاختلاف العلماء في تجددهم وتعاقبهم" ٢.

وقد رد الشيخ رشيد على من أنكر هذا الصنف من الملائكة، ورد قوله لأنه "لا هو من أهل العلم بالحديث رواية ولا دراية، ... وقوله هو المردود وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم هو المقبول ... " ٣.

وذكر الشيخ رشيد من خصائص الملائكة أنهم يتشكلون في الصور المختلفة، وأنهم قد يُرون في هذه الحالة فقط، إلا أنهم لا يرون في صورتهم الحقيقية، وهو المختار عند الشيخ رشيد كما يقول: "والمختار عندنا أن البشر في حالتهم العادية غير مستعدين لرؤية الملائكة والجن في حالتهم التي خلقوا عليها، كما قال تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} ٤ ... " ٥.

غير أن الرؤية على هذه الحالة قد تقع معجزة لنبي أو كرامة لولي كما يقرر الشيخ رشيد، ويقول: "إنه جائز عقلاً ومرويٌ نقلاً ... " ٦.


١ البخاري: الصحيح،: مواقيت الصلاة، باب: فضل صلاة العصر، ح: ٥٥٥.
٢ تفسير المنار (٧/ ٤٨٢)
٣ مجلة المنار (١٧/ ٦٥٨)
٤ سورة الأعراف، الآية (٢٧)
٥ تفسير المنار (٧/ ٣١٦ ـ ٣١٧) وقارن مع ابن تيمية: مجموع الفتاوى (١٥/ ٢٦)
٦ المصدر نفسه والصفحة.

<<  <   >  >>