للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرسل (أي الحواريين) ورسائل بولس وبطرس ويوحنا ويعقوب ورؤيا يوحنا ... " ١.

ومن الفرق بين الاصطلاحين ـ الإسلامي والمسيحي ـ يتبين أن النصارى لا يقولون إن هذه الأناجيل نزلت من السماء ـ كما هو المفهوم من تعبير القرآن، بل إنهم يقولون: إنها كتبت بأيدي تلامذته لتحوي سيرته التي شاهدوها، فهي ـ وكما يقول الشيخ رشيد: " ... عبارة عن كتب وجيزة في سيرة المسيح عليه السلام وشيء من تاريخه وتعليمه، ولهذا سميت أناجيل وليس لهذه الكتب سند متصل عند أهلها، وهم مختلفون في تاريخ كتابتها على أقوال كثيرة ... " ٢.

وفيما يتعلق أيضاً بتاريخ كتابة هذه الكتب يقول الشيخ رشيد: "وأما كتب النصارى فلم تعرف ولم تشتهر إلا في القرن الرابع للمسيح، لأن أتباعالمسيح كانوا مضطهدين بين اليهود والرومان، فلما آمنوا باعتناق الملك قسطنطين النصرانية سياسة ظهرت كتبهم ومنها تواريخ المسيح المشتملة على بعض كلامه الذي هو إنجيله، وكانت كثيرة فتحكم فيها الرؤساء حتى اتفقوا على هذه الأربعة ... " ٣.

فالمسلمون يقولون إن الإنجيل هو موحى به من الله تعالى، بينما يقول النصارى إنها كتب ألفت لتحتوي سيرة المسيح، كتبها تلامذته. والحق أن نصوص الإنجيل ـ الحالي ـ تشهد لقول المسلمين. إن المسيح نفسه قال ـ بحسب الإنجيل المتداول ـ إن الإنجيل أوحي إليه من عند الله كما يعتقد المسلمون وخاطبه به جبريل الأمين، فقال: "الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم" ٤. ويقول بولس: "كل الكلام هو موحى به من عند الله" ٥.


١ المصدر نفسه (٣/ ١٥٨) ، وانظر: صابر طعيمة: الأسفار المقدسة (ص: ٢٥٣) ط. عالم الكتب، الأولى، ١٤٠٦هـ.
٢ تفسير المنار (٣/ ١٥٨)
٣ المصدر نفسه (٣/ ١٥٩)
٤ يوحنا (١٧: ٧)
٥ رسالة بولس الثانية إلى ثيموثاوس (٣: ١٦)

<<  <   >  >>