للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذا السبيل أيضاً كان يعتمد على فهمه في فتواه للقراء التي أنشأ لها باباً في مجلته وكانت تأتيه الفتاوى من كل فج عميق ليجيب عليها. ونتج عن ذلك آراء له كثيرة خالف فيها الفقهاء، لا سيما تلك التي تتعلق بمسائل جديدة لم تكن وقعت من قبل أو وقع بسببها حرج ومشقة على الناس يخالف يسر الإسلام ومسايرته للحياة في كل عصر ومصر ١.

ومن هذه الآراء: اجتهاده في تذكية الحيوان بالصعق الكهربائي فإنه ذهب إلى جوازه معتمداً على فقهه هو مخالفاً للفقهاء راداً لأقوالهم. ولكن الشيخ رشيد في ذلك لم يأت ببينة من الشرع وإنما اعتمد على استحسانه فقط ٢.

ومنها أيضاً: نكاح الوثنيين فذهب إلى جواز نكاح نسائهم ٣. ومنها: العمل بالحساب في الرؤية الشرعية ٤. ورأيه في صندوق التوفير ٥. وأهم هذه الاجتهادات: اجتهاده في إباحة ربا الفضل، لأنه ـ كما يقول ـ مُنع سداً للذريعة إلى الربا الجاهلي فيباح للضرورة، وهو ما أود أن أفصل فيه بعض الشيء.

وقبل ذلك أريد أن أقف قليلاً عند هذا النص للشيخ رشيد إنه يقول: "إنه ليس في ديننا شيء ينافي المدنية الحاضرة المتفق على نفعها عند الأمم المترقية إلا بعض مسائل الربا، وإني مستعد للتوفيق بين الإسلام الحقيقي وكل ما يحتاج إليه العثمانيون لترقية دولتهم مما جربه الإفرنج قبلهم وغير ذلك، ولكن بشرط ألا ألتزم مذهباً من المذاهب بل القرآن والسنة الصحيحة ... " ٦.


١ انظر: جولدتسهير: مذاهب التفسير الإسلامي (ص ٣٥٢) وما بعدها.
٢ انظر: تفسير المنار (٦/١٤٤ـ١٤٥ و٦/١٧٤) .
٣ انظر: المصدر السابق (٦/١٨٥ـ٢١٧) .
٤ انظر: تفسير المنار (٢/١٨٥) .
٥ انظر: مجلة المنار (١٩/٥٢٧) .
٦ مجلة المنار (١٢/٢٣٩) .

<<  <   >  >>