للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوظيفة الرابعة: تهذيب الأخلاق ... بحملها على الأعمال الصالحة ... " ١.

الوظيفة الخامسة: حدود العقوبات وأحكام المعاملات ... " ٢.

وهناك وظيفة يجب أن يعتقد أنها ليست من وظائف الرسل ـ كم يقول رشيد رضا ـ وهي: "بيان طرق الكسب وأسباب المعايش، وتعليم الفنون التي يتوسل بها إلى السعة والثروة ... وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في مسألة تأبير النخل بقوله: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" ٣ ... " ٤.

ثم يجيب الشيخ رشيد عن كل شبهة واعتراض يرد على هذه الوظائف ٥.

ومما سبق من بيان صفات الرسل ووظائفهم يتقرر أنهم ليس لهم من الأمر شيء ـ أو كما يقول الشيخ رشيد: "فعلم مما قررناه أن الرسل عليهم الصلاة والسلام لم يعطوا علم الغيب بحيث يكون إدراكه من علومهم الكسبية، كما أنهم لم يعطوا قوة التصرف في خزائن ملك الله، وهي ما لم يمكن البشر من أسبابه فيكون من أعمالهم الكسبية، ولا أعطاهم إياه أيضاً على سبيل الخصوصية، كما أظهرهم على بعض الغيب الذي هو موضوع الرسالة ... ويتضمن بيان جهل المشركين بحقيقة الإلهية وحقيقة الرسالة إذ كانوا يقترحون على الرسول من الأعمال ما لا يقدر عليه إلا من له التصرف فيما وراء الأسباب ... وإذا كان الله تعالى لم يؤت الرسل ما لم يؤت غيرهم من أساب التصرف المخلوقات ومن علم الغيب ... فمن أين جاءت دعوى التصرف في الكون وعلم الغيب، لمن هم دون الرسل منزلة وكرامة عند الله تعالى من المشايخ المعروفين وغير المعروفين حتى صاروا يدعون


١ مجلة المنار (٤/ ٦١٧)
٢ مجلة المنار (٤/ ٦١٧ و٤/ ٦٨٨)
٣ رواه مسلم: الصحيح، ك: الفضائل، ح: ١٤١ (٢٣٦٣)
٤ مجلة المنار (٤/ ٦٨٨)
٥ المصدر نفسه (٤/ ٦٩٠ ـ ٦٩٢ و٤/ ٧١٤)

<<  <   >  >>