للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعاش، فكان ذلك وحياً من الشيطان" ١.

وقد أجاب أهل العلم على ذلك بوجوه:

الأول: إن الآية تشير إلى خلق الناس من آدم وحواء كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} ٢.

وقوله: {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} ٣.

وإنما وقع الشرك في قوله تعالى: {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ} من بعض ذريته، وروي ذلك عن الحسن ٤، واختاره ابن كثير ٥.

الثاني: إن النفس الواحدة في الآية ليست هي آدم، إذ لا دليل في نص الآية على ذلك ـ مع عدم صحة حديث سمرة ـ في رأيهم ـ بل الخطاب في الآية لقريش، والمعنى: خلقكم من نفس قصي وجعل منها زوجها عربية قرشية ليسكن إليها، فلما آتاهما ما طلبا من الولد الصالح سميا أولادهما الأربعة عبد مناف وعبد العزى وعبد قصي وعبد الدار ٦.

الثالث: على التسليم بأن الآية في آدم وحواء وأن الشرك فيها منسوب إليهما، وكما ورد في حديث سمرة، أن هذا الشرك لم يكن شركاً في العبادة، وإنما هو شرك في التسمية واللفظ، فقد قصدت بتسمية


١ أخرجه الترمذي: ك: التفسير، باب: ومن سورة الأعراف، ح: ٣٠٧٧ (٥/ ٢٦٧) وقال: حسن غريب. وأحمد في المسند (٥/ ١١) وأعله ابن كثير من ثلاثة أوجه، ورجح وقفه على سمرة. انظر: التفسير (٢/ ٢٦٣) ، وقد أخرجه أيضاً الحاكم في المستدرك (٢/ ٥٤٥) وقد ضعفه أحمد شاكر، انظر: حاشية الطبري (١٣/ ٣١٠)
٢ سورة النساء، الآية (١)
٣ سورة الحجرات، الآية (١٣)
٤ انظر: ابن كثير: التفسير (٢/ ٢٦٧) وقال: هذه أسانيد صحيحة عن الحسن. وانظر: الطبري: التفسير (١٣/ ٣٠٣ و٣١٤) ط. شاكر.
٥ ابن كثير: المصدر نفسه (٢/ ٢٦٧)
٦ الرازي: عصمة الأنبياء (ص: ٤٢ و٤٣ـ٤٤) وانظر: الطبري: التفسير (١٣/ ٣١٤)

<<  <   >  >>