للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في كتب أهل الكتاب التي نقلت هذه المعجزات، وهو الذي يحملنا على تصديقها. والثانية: أن وقوع الخوارق المذكورة فيها لا يدل على النبوة والرسالة، وأنها خوارق غير حقيقية ١.

أما آية القرآن "فهي باقية ببقائه إلى يوم القيامة، وكل واقف على تاريخ الإسلام يعلم علماً قطعياً أنه متواتر تواتراً متصلاً في كل عصر، ... وإذ قد ثبت بذلك كونه وحياً من الله تعالى فقد وجب الإيمان بكل ما أثبته من آياته في خلقه ... وكما يجب على كل مؤمن أن يؤمن بها، يجب أن يؤمن بانقطاع معجزات الرسل بعد ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم ... " ٢.

وهذه أيضاً من الفروق بين آية خاتم النبيين وآيات من سبقه من المرسلين ـ صلى الله تعالى عليهم ـ فهي باقية بقاء الدهر، ثابتة بنفسها مثبتة لما سبقها، لا يتطرق إليها احتمال الاشتباه بالخرافات والشعوذات والحيل، كما تطرق إلى ما سبقها من آيات الرسل الكونية، وكما تأولها من تأولها من الملحدين، وأخيراً فإن القرآن ـ وهو آية كونية أيضاً ـ كما يقرر الشيخ رشيد ـ فهو آية علمية عقلية، ويمتاز أيضاً بأنه يدل على صدق الرسالة كما يدل على موضوعها ومضمونها ٣. وسيأتي مزيد بيان لهذا المعنى.


١ المصدر نفسه والصفحة.
٢ المصدر نفسه (ص: ٢٣٠ ـ ٢٣١)
٣ انظر: مجلة المنار (٤/ ٣٧٤) ، والوحي المحمدي (ص: ٧١ و٧٩) وما بعدها و (ص: ٨١ ـ ٨٣)

<<  <   >  >>