للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انشقاق القمر:

من الآيات التي أكرم الله تعالى بها نبيه آية انشقاق القمر نصفين بناء على اقتراح أهل مكة وسؤالهم ١، وقد تواترت بذلك الأحاديث ٢، وأجمع على الإيمان بها أهل السنة ٣، وأنكرها جمهور الفلاسفة بحجج لا تستحق أن يلتفت إليها ٤، وقد قال الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} ٥ "ومعلوم بالضرورة في مطرد العادة، أنه لو لم يكن انشق لأسرع المؤمنون بها إلى تكذيب ذلك، فضلاً عن أعدائه الكفار والمنافقين، ومعلوم أنه كان أحرص الناس على تصديق الخلق له، واتباعهم إياه، فلو لم يكن انشق لما كان يخبر به ويقرئه على جميع الناس ويستدل به ويجعله آية له" ٦.

لقد رد الشيخ رشيد دعوى تواتر أحاديث انشقاق القمر، ثم طفق يوهن من أمر ما روي في الصحيحين، فقال إن ما روي على شرط الشيخين هو حديث واحد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ٧، وأما حديثا أنس ٨ وابن عباس ٩ ـ رضي الله عنهما ـ فزعم أنهما مرسلان. قال: "والخلاف في الاحتجاج بالمراسيل معروف ومن يحتج بمراسيل الصحابة مطلقاً يبني احتجاجه على أنهم يروون عن مثلهم، ولكن ثبت أن بعضهم


١ انظر: البخاري: الصحيح، ك: المناقب، باب: وانشق القمر، ح: ٤٨٦٥ ـ ٤٨٦٧ (٧/ ١٨٢) مع الفتح.
٢ حكى التواتر: ابن كثير: التفسير (٤/ ٢٦٣) ، وابن حجر: الفتح (٧/ ١٨٣ و١٨٥) ، وابن تيمية: الجواب الصحيح (٦/ ١٦٠)
٣ انظر: القاضي عياض: الشفا (١/ ٢١٣)
٤ ابن حجر: الفتح (٧/ ١٨٣) ، وابن تيمية: الجواب الصحيح (٦/ ١٨٠)
٥ سورة القمر، الآية (١)
٦ ابن تيمية: الجواب الصحيح (٦/ ١٦١)
٧ البخاري: التفسير: سورة اقتربت الساعة، باب: ومن سورة القمر، ح: ٤٨٦٤ (٨/ ٦١٧) ، ومسلم: صفات المنافقين، باب: انشقاق القمر، ح: ٤٣ (٢٨٠٠) (٤/ ٢١٥٨)
٨ البخاري: مناقب الأنصار، باب: انشقاق القمر، ح: ٣٨٦٨ (٧/ ١٨٢)
٩ البخاري: التفسير: سورة اقتربت الساعة، باب: وانشق القمر، ح: ٤٨٦٦ (٨/ ٦١٧)

<<  <   >  >>