للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدثتكم ذلك؟ فقال الناس: نعم "فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه، وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام، أو بحر اليمن، لا بل هو من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق" ١.

ولقد وجه الشيخ رشيد عدة سهام لهذا الحديث على وجه الخصوص في تسع نقاط. منها أنها رواية لم تتواتر مع توفر الدواعي لذلك، ولم يرضِ جواب الحافظ ابن حجر عن ذلك بأنه روي أيضاً عن أبي هريرة وعائشة وجابر ـ رضي الله عنهم ـ ٢.

ومهما يكن من شيء فإن التواتر ليس شرطاً في قبول الأحاديث، ولا يلزم من صدور الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر وفي حشد من الناس أن يروى ذلك متواتراً فها هي ذي خطبة حجة الوداع وكانت في أعظم حشد كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فلم تتواتر ولم ينقلها إلا عدد قليل من الصحابة ٣.

ولم يمتنع البخاري عن إخراج الحديث ـ كما زعم الشيخ رشيد ٤ ـ وأين قال البخاري ذلك، وأين قال أنه خرج كل حديث صحيح؛ إن الذي صرح به البخاري عكس ذلك، إذ قال: "لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحاً وما تركت من الحديث أكثر"٥.

وفوق ذلك فقد نقل تواتر أحاديث الدجال ٦.


١ مسلم: الصحيح، ك: الفتن، ح: ١١٩ (٢٩٤٢) [٤/٢٢٦١]
٢ انظر: تفسير المنار (٩/ ٤٩٢) ، وانظر: ابن حجر: فتح الباري (١٣/ ٣٤٠)
٣ انظر: حمود بن عبد الله التويجري: إتحاف الجماعة (٢/ ٦١)
٤ تفسير المنار (٩/ ٤٩٢)
٥ انظر: ابن حجر: هدي الساري (ص: ٩) ، وانظر أيضاً: ابن الصلاح: المقدمة (ص: ٣٠) مع شرح العراقي، وابن كثير: الباعث الحثيث (ص: ٢٥) بشرح: أحمد شاكر، والقاسمي: قواعد التحديث (ص: ٨٣)
٦ انظر: الكتاني: نظم المتناثر (ص:١٤٦)

<<  <   >  >>