للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدابة خلق عظيم يخرج من بعض بقاع الأرض، وهي من دوابها وليست بإنسان، لا يفوتها أحد فتسم المؤمن فتكتب بين عينيه (مؤمن) وتسم الكافر وتكتب بين عينيه (كافر) ١.

وقد تكلم الشيخ رشيد ـ جواباً لسؤال حول الآية ـ عن الدابة، وذلك في المجلد العاشر من المجلة ٢، فقال: "هذه الآية مما أخبر الله به عن المستقبل البعيد، فهي من أنباء الغيب التي تؤخذ بالتسليم ما لم يكن ظاهرها محالاً فتحمل على خلاف الظاهر بالتأويل، كما هي القاعدة ٣، وكلام الدواب ليس محالاً في نظر العقل ... ".

ولكن هذا الكلام متقدم ـ كما هو ظاهرـ على كلامه السابق في الأشراط الأخرى، ولم أجد له في الدابة غير هذا الموضع، إلا ما ذكره مع طلوع الشمس ـ وقد سبق ـ فهل ثبت الشيخ على رأيه في الدابة، لوروده في القرآن، فخصها بالإثبات لذلك، أو تأولها كما أولها غيره؟ ٤.


١ انظر: ابن كثير: التفسير (٣/ ٣٧٤ ـ ٣٧٦) ، ولوامع الأنوار (٢/ ١٤٦) ، والبرزنجي: الإشاعة (ص: ١٧٤ ـ ١٧٦)
(ص: ٢٨٩)
٣ كان هذا في موقفه القديم من قانون التأويل. وانظر: (ص:٣٤٧) من هذا البحث.
٤ تأولها القرطبي: التذكرة (ص: ٧٨٦) ومحمد فريد وجدي: دائرة المعارف (٤/ ١٤)

<<  <   >  >>