للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غَوَاشٍ} ١ "جهنم اسم لدار العذاب والشقاء، قيل: أعجمي، وقيل: مأخوذ من قولهم: ركية ٢ جهنام (بتثليث الجيم وتشديد النون) أي: بعيدة القعر ... " ٣.

وقال في موضع آخر: "جهنم اسم من أسماء دار الجزاء على الكفر والفسوق والعصيان" ٤.

وعن الإيمان بهذه الدار ـ أعاذنا الله منها ـ قال الشيخ رشيد: " ... نؤمن بها لأنها من عالم الغيب الذي أخبر الله تعالى به، ولا نبحث عن حقيقتها، ولا نقول إنها شبيهة بنار الدنيا، ولا أنها غير شبيهة بها. وإنما نثبت لها جميع الأوصاف التي وصفها الله تعالى بها، كقوله: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} ٥ ... ولا يسبق إلى الفهم أنها لا توجد إلا بوجود الناس والحجارة، إذ يصح أن يكونوا وقودها بعد وجودها" ٦.

ويلاحظ أن مذهب الشيخ رشيد يطرد هنا فيما يتعلق بتفويض الكيفية في كل ما يتعلق بعالم الغيب، وينحى الشيخ رشيد فيه أيضاً ـ مع طرد مذهبه ـ منحى السلامة التي لا يعدلها شيء ـ ليتفادى ـ إذا ما أراد الخوض في الحقائق ـ اعتراض المعترضين الذين كانوا يتحينون الفرص لإقامة الشبهات حول الدين ومسائله، وهو ما كان يتفاداه الشيخ رشيد دائماً ويسعى لإزالته، ويفرح إذا ما وجده في كلام أهل العلم ما يدفعه عن الدين، وهو ما جعله يتخذ الموقف التالي من كلام ابن القيم في مسألة فناء النار على ما أبسطه في المطلب التالي.


١ سورة الأعراف، الآية (٤١)
٢ الركية بالتشديد ـ كقضية ـ هي: البئر. ابن الأثير: غريب الحديث (٢/٢٦١)
٣ تفسير المنار (٨/ ٤١٩)
٤ المصدر نفسه (٨/ ٣٣٨ ـ ٣٣٩)
٥ سورة التحريم، الآية (٦)
٦ تفسير المنار (١/ ١٩٧)

<<  <   >  >>