للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخدري: قال: قال: يا رسول الله أوصني! قال: "أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس كل شيء ... " ١ الحديث، وروي الترمذي عن يزيد بن سلمة: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله! إني سمعت منك حديثاً كثيراً، فأخاف أن ينسي أوله آخره، فحدثني بكلمة تكون جماعاً" قال "اتق الله فيما تعلم" ٢.

وكذلك الصحابة رضي الله عنهم كان يوصي بعضهم بالتقوى، ومن جاء بعدهم من التابعين، فمن ذلك ما نقل عن الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يقول في خطبته: أما بعد: فإني أوصيكم بتقوى الله، وأن تثنوا عليه بما هو أهله، وأن تخلطوا الرغبة في الرهبة، وتجمعوا الإلحاف في المسألة، فإن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [النساء:٩٠] ، ولما حضرته الوفاة وعهد إلى عمر؛ دعاه، فوصاه بوصيته، وأول ما قال له: اتقِ الله يا عمر! وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله: أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل، فإنه من اتقاه؛ وقاه ومن أقرضه؛ جزاه، ومن شكره؛ زاده، واجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك.

واستعمل علي بن أبي طالب رجلاًعلى سرِّية، فقال له: أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لايقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها؛ فإنَّ الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين. ولما ولِّي؛ خطب، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال


١ رواه أحمد في المسند "٣/ ٨٢". وأبو يعلى رقم "١٠٠٠"، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد "٤/ ٢١٥"وقال: رواه أحمد. ورجاله ثقات، وفي إسناد أبي يعلى ليث بن أبي سليم مدلس: أقول: والحديث حسن بطرقه وشواهده.
٢ رواه الترمذي رقم "٢٦٨٤"في العلم. باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، وقال الترمذي: هذا حديث إسناده ليس بمتصل، وهو عندي مرسل، ولم يدرك عندي ابن أشوع يزيد بن سلمة، ابن أشوع اسمه: سعيد بن أشوع. والحديث ضعيف.

<<  <   >  >>