للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكنه شاقه أن قيل ذا رجبُ ... يا ليتَ عدةَ حولٍ كُلِّهِ رجَبَا١

فيقولون: الرواية عدة حولي، أو للضرورة.

٦- عدم إظهار "أَنْ" بعد كي فيعترض عليهم بقول الشاعر:

أردتَ لكيما أن تطيرَ بِقِرْبتِي ... فتتركها شنا ببيداءَ بلقَعِ٢

فيقولون: لا يعرف قائله، أو لضرورة الشعر، أو غير ذلك.

٧- عدم عمل "أَنْ" محذوفة في غير مواطنها المعروفة فيرد عليهم: خذ اللص قبلَ يأخذَكَ، وتسمع بالمعيدي خير من أن تراه، وأمثال هذا فيقولون: إن ذلك شاذ يحفظ ولا يجارى في الاستعمال.

كل ذلك إنما سرى لهم من التعويل على قواعدهم، بل لقد بلغ بهم الاعتزاز بها إلى الاعتراض على العربي المطبق على الاستشهاد بقوله كما رأيت فيما تقدم من اعتراض ابن أبي إسحاق على الفرزدق، وأغرب من ذلك تعقب تلميذه عيسى بن عمر قول النابغة:

فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرُّقش في أنيابها السم ناقع ٣

إذ قال أساء النابغة إنما هو ناقعا، وقد خطأ أبو عمرو ذا الرمة في قوله:

حراجيج ما تنفك إلا مناخة ... على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا٤

لأن أفعال الاستمرار بمعنى الإيجاب فلا يصح الاستثناء في خبرها.


١ البيت من قصيدة في معجم البلدان "أحزاب"، وفي رغبة الأمال على الكامل جـ٧ ص٢١٤ وما بعدها، وفي مجال ثعلب الجزء التاسع ص٤٧٤.
٢ البيت من شواهد شرح المفصل والرضي راجع الخزانة شاهد ٦٥٣ ومقدماتها.
٣ البيت من شواهد سيبويه ج١ ص٢٦١ والمغني "الباب الخامس الجهة السادسة النوع الثاني" والبيت من قصيدة مشروحة في خزانة الأدب شاهد ١٥٥.
٤ ذكر التخطئة الزمخشري في المفصل، والرضي على الكافية راجع الخزانة شاهد ٧٣٦، والمغني مبحث "إلا"، والبيت من شواهد سيبويه على رفع "نرمي" جـ١ ص٤٢٨، وهو من قصيدة يقال لها أحجبية العرب.

<<  <   >  >>