والأجهوري والعدوي، فنبغ في العلوم عقليها ونقليها، ودرس الكتب القيمة في حياة أشياخه، واعترف العلماء بفضله في مصر والشام فالتف حوله الخلائق الكثيرون، وصنف مؤلفات في مختلف العلوم، ومن أشهرها في النحو "حاشيته" على الأشموني التي سارت بها الركبان، فاحتفى بها العلماء وعلقوا عليها تقارير كالأنبابي والحامدي والرفاعي، وتلك كلمة خاصة بها:
حاشية الصبان:
رسم الصبان في مقدمة الحاشية الخطة التي سيتبعها فيها وأنها تقوم على ثلاثة عناصر: تلخيصه زبدة ما كتبه السابقون قبله على شرح الأشموني، وتنبيهه على ما وقع لهم من أسقام الأفهام، وتعليقه مما فتح به الله عليه فاهتدى إليه، كما رسم اصطلاحا خاصا في الإشارة إلى أسماء السابقين ومنهم الحفني الذي التزم التعبير عن اسمه بلفظ "البعض".
- أما العنصر الأول فالصبان فيه مواتٍ موفق.
- وأما العنصر الثاني فإنه فيه عادل رائده تبيان الحقيقة العلمية مع غير الحفني، فإنه تحامل على الحفني في شدة وعنف لا سجاجة معهما، وأسرف في التشهير به متجاوز العرف التقليدي في رد العلماء بعضهم على بعض حتى في الهنات الهينات، ولهذا كثر ما تندر به وبكتابته، ولو أردنا إحصاء لما وافق فيه الصبان الحفني، ولما خالف فيه لتبين لنا موافقته له في النزر اليسير مما لم يستطع الصبان فيه مجابهة الصحيح المسلم به، وهاك عشرة أمثلة للنوعين: ما وافق فيه الصبان وما خالف فيه على ترتيب الكتاب، مع ذكر العبارات النابية من الصبان فيما خالف فيه:
مما وافق فيه الصبان الحفني:
١- ما كتبه في باب "النداء" على قول الأشموني "والمثنى والمجموع" في شرح قول الناظم: "وابن المعرف المنادى المفردا إلخ".
٢- ما كتبه في باب "ما لا ينصرف" على قول الأشموني: "ما فيه من