للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حاجتك فرفع"١، وروى عنهما فقال: "وذلك قولك هذا عبد الله منطلق حدثنا بذلك يونس وأبو الخطاب"٢، وكثر نقله عن يونس حتى نقل عنه أبوابا برمتها، فقد نقل عن فصلين من التصغير فقال: "وجميع ما ذكرت لك في هذا الباب وما أذكر لك في الباب الذي يليه قول يونس"٣، لأنه كان يطمئن إليه، فكثيرا ما كان يسأله للتثبت عما سمعه من غيره قال: "وزعم عيسى بن عمر أن ناسا من العرب يقولون "إذن أفعل ذاك" في الجواب، فأخبرت يونس بذلك، فقال "لا تبعدنّ ذا"، ولم يكن ليروي إلا ما سمع"٤، وروى عن أبي زيد فقال: "حدثني من أثق بعربيته".

فإذا اختلفت أقوال العلماء فإنه يحكيها ويوازن بينها ثم يحكم بالترجيح، ففي باب تحقير بنات الياء والواو إلخ عند الكلام على تصغير أحوى قال: "وأما عيسى فكان يقول "أُحَيٌّ" ويصرف وهذا خطأ. وأما أبو عمرو فكان يقول "أُحَيٍّ". وأما يونس فيقول هذا "أُحَيُّ" كما ترى وهو القياس والصواب" وفي باب ما يحذف من أواخر الأسماء في الوقف وهي الياءات قال: "وسألت الخليل عن القاضي في النداء فقال: أختار "يا قاضي"٥ لأنه ليس بمنون كما أختار هذا القاضي، وأما يونس فقال: يا قاض، وقول يونس أقوى".

وقد ضم إلى أقوال هؤلاء العلماء ما استخرجه بنفسه من القواعد اعتمادا على سماعه من العرب الخلص قال: "سمعنا العرب الفصحاء يقولون: انطلقت الصيف وقال: "وسمعنا بعض العرب الموثوق به يقال له: كيف أصبحت؟ فيقول: حمدِ الله وثناءٍ عليه"٦، وقال: "إن هذا البيت أنشدناه أعرابي من أفصح الناس وزعم أنه شعر أبيه"٧.


١ راجع جـ١ ص٢٥.
٢ راجع جـ١ ص٢٥٨.
٣ راجع جـ٢ ص١٠٩.
٤ راجع جـ٢ ص٤١٢.
٥ لأنه مبني، والتنوين ينافي البناء عند بعضهم.
٦ جـ١ ص١٦١.
٧ جـ١ ص٥٢.

<<  <   >  >>