للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المناظرات الماضية وكان الكسائي ذا تدره١. الكوفيين في أغلبها.

له مصنفات كثيرة، منها في النحو مختصر.

وعلى يد الكسائي تكاثرت الفوارق بين المذهبين لاختلاف الاتجاهين، وسنعقد مبحثا خاصا نفصل ذلك فيه بمشيئة الله تعالى، وأخباره ذائعة مشهورة.

وبقي الكسائي أثيرا عند الرشيد، صاحبه مع محمد بن الحسن الشيباني في رحلته إلى فارس حتى كانوا في رنبويه "بلد قرب الري" وأحس الكسائي بقرب المنية فتمثل بقول مؤرج السدوسي:

قدر أحلك ذا النجيل وقد أرى ... وأبى مالك ذو النجيل بدار

إلا كداركم بذي بقر الحمى ... هيهات ذو بقر من المزدار٢

ثم مات هو ومحمد فقال الرشيد: اليوم دفنت الفقه والنحو برنبويه، وذلك سنة ١٨٩هـ٣.


١ يقال هو ذو تدرههم أي: الدافع عنهم.
٢ الشطر الثاني من البيت الأول من شواهد النحاة على رد لام أب عند إضافته لياء المتكلم.
راجع مجالس ثعلب "الجزء العاشر"، وأمالي ابن الشجري "المجلس التاسع والأربعين" والرضي راجع خزانة الأدب الشاهد ٣٢٧.
٣ قال صاحب النجوم الزاهرة:
"وكان الكسائي إماما في فنون عديدة: النحو، والعربية، وأيام الناس وقرأ القرآن على حمزة الزيات أربع مرت، واختار لنفسه قراءة صارت إحدى القراءات السبع".
وذكر الدورقي قال: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فحضرت العشاء فقدموا الكسائي فارتج عليه في قراءة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فقال اليزيدي: قراءة هذه السورة يرتج فيها على قارئ أهل الكوفة! قال: فحضرت الصلاة فقدموا اليزيدي فارتج عليه في الحمد، فلما سلم قال:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى ... إن البلاء موكل بالمنطق

<<  <   >  >>