وإلى هذا القول ذهب المبرّد. يُنظر: المقتضب ٤/٣٩٠، ٣٩٦، والكامل ٢/٦١٣، وشرح الكتاب جـ٢/ ق١١١/ ب. والتّحقيق: أنّ مذهب الزّجّاج هو أنّ المستثنى منصوب بـ (إلاّ) لكونها بمعنى (استثني) ، وليس منصوبًا بفعل مقدّر تقديره (استثني) . يُنظر: النّحو القرآنيّ بين الزّجّاج وأبي عليّ الفارسيّ ٣/١٦٢٧. وقال الزّجّاج في معاني القرآن ٢/١٤١ - عند قوله تعالى: {أُحِلَّتْ لَكْم بَهِيْمَةُ الأَنْعَام إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُم} [المائدة: ١]-: "موضع (ما) نصب بـ (إلاّ) ، وتأويله {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيْمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُم} من الميتة والدّمّ ... ". وذكر صاحب النّحو القرآنيّ أنّ الزّجّاج حينما يذكر الفعل (استثني) يذكره مصدّرًا بكلمة: المعنى؛ وهذا يُشعر أنّ ما يذكره من ذلك تأويل معنى لا بيان عامل. يُنظر: النّحو القرآنيّ بين الزّجّاج وأبي عليّ الفارسيّ ٢/١١٣٢. ٢ في أ: إلى أنّه استثني. ٣ ينظر: شرح الألفيّة لابن النّاظم ٢٩١ - ٢٩٣. وهذه أربعة أقوال أوردها الشّارح في خلافهم في العامل في المستثنى. وأوصلها السّيوطيّ في الهمع ٣/٢٥٢، ٢٥٣ إلى سبعة أقوال؛ والمراديّ في الجنى الدّاني ٥١٦، ٥١٧ إلى ثمانية أقوال؛ منها: أنّه منصوب بـ (إنّ) مقدّرة بعد (إلاّ) ؛ وعليه الكسائيّ، والتّقدير في (قام القوم إلاّ زيدًا) إلاّ أنّ زيدًا لم يقم. وقيل: بـ (إنْ) المخفّفة المركّبة مع (لا) ؛ ونُسب للفرّاء. وقيل: إنّه منتصب لمخالفته للأوّل؛ ألا ترى أنّك إذا قلتَ: (قام القومُ إلاّ زيدًا) أن ما بعد (إلاّ) منفيّ عنه القيام، وما قبلها موجِبٌ له القيام؛ وهو مذهب الكسائيّ. وقيل: إنّ ناصبه تمامُ الكلام كما انتصب (درهمًا) بعد (عشرين) . يُنظر: الإنصاف، المسألة الرّابعة والثّلاثون، ١/٢٦٠، وشرح المفصّل ٢/٧٦، ٧٧، وشرح الجمل ٢/٢٥٣، ٢٥٤، وشرح التّسهيل ٢/٢٧٩، والتّصريح ١/٣٤٩، والهمع ٣/٢٥٢، ٢٥٣.