وذهب الكوفيّون إلى أنّ (إلاّ) حرفُ عطفٌ بمعنى الواو، وما بعده معطوفٌ على ما قبله. وردّه البصريّون بأنّ (إلاّ) موضوعة لمخالفة ما بعدها لِمَا قبلها، أمّا الواو فهي موضوعة لمشاركة ما بعدها لِمَا قبلها. واحتجّ الكوفيّون بنحو قوله تعالى: {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا} [البقرة: ١٥٠] ، وتأوّله البصريّون بمعنى (لكن) . يُنظر: الكتاب ٢/٣١١، والمقتضب ٤/٣٩٠، ٣٩٤، والأصول ١/٣٠٣،والإنصاف، المسألة الخامسة والثّلاثون، ١/٢٦٦، والتّبيين، المسألة السّابعة والسّتّون، ٤٠٣، والتّصريح ١/٣٤٩،والأشمونيّ ٢/١٤٥. ٢ فيُعرب (زيدًا) في المواطن الثّلاثة إعراب (أحد) على البدليّة. ٣ قال سيبويه في الكتاب ٢/٣١٩: "هذا بابُ النّصب فيما يكون مستثنىً مبدلاً؛ حدّثنا بذلك يونس وعيسى جميعًا أنّ بعضَ العرب الموثوق بعربيّته يقول: ما مررتُ بأحدٍ إلاَّ زيدًا، وما أتاني أحدٌ إلاَّ زيدًا؛ وعلى هذا: ما رأيتُ أحدًا إلاَّ زيدًا، فينصب (زيدًا) على غير (رأيتُ) ؛ وذلك أنّك لم تجعل الآخر بدلاً من الأوّل، ولكنّك جعلته منقطعًا ممّا عمل في الأوّل". ٤ في ب: تقول. ٥ ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ. ٦ وتقول - أيضًا -: (ما مررتُ بأحدٍ إلاّ زيدًا) ؛ وعلى الوجهين قُرئ قولُه تعالى: {مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ} [النّساء: ٦٦] برفع {قَلِيلٌ} ونصبه؛ وإنْ كان أكثرُ القرّاء على رفعه. شرح ملحة الإعراب ٢١٢.