يَكْسَى ولا يَغْرَثُ مملوكها ... إذا تَهَرَّت عبدها الهَارِيَة
وقد حَشَأ الرجلُ امرأتهُ يَحْشُؤُها حَشْأً، إذا نَكَحَهَا, وقد حَشَأتُهُ بالسهم، إذا أَصَبت به جَوَفَهُ, وقد حَشَا الوسادة يحشوها حَشْوًا, وقد صَبَأ يَصْبَأُ، إذا خرج من دين إلى دين، وقد صَبَأ ناب البعير إذا طَلَع, وقد صَبَا يَصْبُو من الصِّبَا, وقد أَصْبَأَ النجم إذا طلع، وقد أَصْبَى الرجلُ المرأة يُصْبِيْهَا, قال الشاعر:
وأَصْبَأَ النجمُ في غبراء كاسفةٍ ... كأنه بائس مجتابُ أخلاق
وقد بَكَأت الشاة وبَكُؤَتْ، إذا قل لبنُها بَكْأً وبُكُوءًا, وقد بَكَت المرأة تَبْكِيْ بُكَاءً, وقد زَكَأ الرجلُ صاحِبَهُ، أي عجَّل نَقْدهُ, ويقال: مَلِيءٌ زُكَاءٌ أي عاجل النَّقْد, وقد زَكَا العمل يَزْكُو زَكَاءً, وقد جَأَب يَجْأَبُ جَأْبًا إذا كَسَب, قال الشاعر١:
والله راعٍ عَمَلي وجَأْبِي
وقد جاب يَجُوب، إذا خَرَق, قال الله جل ثناؤه: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} [الفجر: الآية٩] , ويُقَال: قد ابتَأَرَ فُلَانٌ خيراً، إذا ادخره, وقد ابْتَار الفحلُ الناقة وبارها، إذا نَظَر ألاقحٌ هي أم غيرُ لاقحٍ, وقد بَأَرَ فلان بِئْرًا، إذا حفرها, وقد بَارَ فلان ما عند فلان, وتَقُول: بُرْ لي ما في نفس فلان، أي اعلم ما في نفسه, أبو محمد: سَلَأت السَّمْن أَسْلَؤُه سَلْأً, والسِّلَاء الاسم, وسَلَوتُ عنه وسَلِيتُ, هذا الحرف عن غير يعقوب.
ومما هَمَزته العربُ وليس أصله الهمز
قالوا: استَلْأَمْت الحجر، وإنما هو من السِّلام، وهي الحِجَارة، وكان الأصل استَلَمت, وقالوا: حَلَأت السويق، وإنما هو من الحَلَاوة, وقالوا: لَبَّأتُ بالحج، وأصله لَبَّيتُ, وقولهم: لَبَّيك وسعديك، أي إِلْبابًا بك بعد إِلْباب، أي لزوماً لطاعتك بعد لزوم, ويقال: قد أَلَبَّ بالمكان ولَبَّ به، إذا أقام به ولزمهُ, وسعديك، أي إِسْعادًا لك بعد إِسْعاد, وكذلك:
ضَرْبًا هَذَاذَيْك وطَعْنًا وَخْضا
أي هذَّا بعد هذٍّ، وقطعاً بعد قطع, وقولهم: حَنَانَيْك، أي تَحَننًا بعد تَحَنن.
١ رؤبة بن العجاج, كما في: اللسان: جَأَب.