للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالوا: الذِّئْب يَسْتَنْشِئ الرِّيح، وإنما هو من نَشِيتُ الريح إذا شَمَمتها, قال الهذلي١:

ونَشِيتُ ريح الموت من تلقائهم ... وخَشِيتُ وقع مهند قرضاب

وقالت امرأة: رَثَأت زوجي، بإَثْبات الهمز, وقال أبو عبيدة: كان رؤبة يهمز سِئَة القَوْس، وهي طَرفها المنحني، وسائر العرب لا يهمزونها.

ومما تركت العرب همزه, وأصله الهمزُ:

يقولون: ليست له رَوِيَّة، وهو من روَّأتُ في الأمر, والبَرِيَّة: الخلقُ، وهو من بَرَأ الله الخلق، أي خلقهم, وقال الفراء: فإن أخذت البَرِيَّة من البَرَى، وهو الترابُ، فَأَصلها غير الهمز, وكذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو من أَنْبَأَ عن الله جل وعز، فترك همزهُ, وإن أخذته من النَّبْوةٍ، وهو الارتفاع من الأرض، أي شرف على سائر الناس، فأصله غير الهمز, وأنشد هو وأبو عمرو:

بفيك من سارٍ إلى القوم البَرَى

أي التراب, قال أبو عبيدة: قال يُونس: وأهل مكة يخالفون غيرهم من العرب، فيهمزون النبيَّ عليه السلام، والبَرِيَّة، والذُّرِّيَّة من ذَرَأ الله الخلق أي خلقهم, والخَابِيَةُ غير مهموز من خَبَأت الشيء, ويقولون: رأيتُ, فإذا صارُوا إلى الفعل المستقبل قالوا: أنت ترى، ونحن نرى، وهو يرى، وأنا أرى، فلم يهمزُوها, والملك أصلُه ملاك، وهي الرسالة.


هو أبو خراش الهذلي, كما في: اللسان: نَشَا.

<<  <   >  >>