للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَخَرَّتْ كَمَا تَتَّايَعُ الرِّيْحُ بالقَفْلِ

وتقول: أَشَبَّ الله قَرْنَهُ، بألف, وقد شَبَّ الغلام يَشِبُّ شَبَابًا, وقد شَبَّ النَّار والحرب يَشُبُّهَا شَبًّا, وقد شَبَّ الفرس يَشِبُّ شِبَابًا وشَبِيبًا, ويقال: قد أَقْرَنَ له إذا أَطَاقَهُ، قال الله عز وجل: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف: الآية ١٣] أي مُطيقين, والمُقْرِن أيضاً: الذي قد غلبته ضيعته، وهو أن تكون له إبل وغنم ولا معين له عليهما، أو يكون يسقي إبله ولا ذائد له يذودها, وقد أَقْرَنَ رمحه، إذا رفعه, وقد قَرَن له يَقْرُنُ له، إذا جعل له بعيرين في حبل, وقد قَرَن بين الحج والعمرة, وفُلَان قارن، إذا كان معه سيف ونبل, وقد أَسْبَعَ الراعي، إذا وقعت السِّبَاع في غنمه, وقد أَسْبَعَ فلان عبده، إذا أهمله, وقد سَبَع فلان فلاناً، إذا وقع فيه, وقد سَبَعت الذئاب الغنم، إذا فَرَسَتْها, وتقول: قد أَتْرَبَ الرجل فهو مُتْرِب، وأَثْرَى فهو مُثْرٍ، إذا كثر ماله, وقد تَرِب إذا افتقر, وقد أَضَاع فهو مُضيع إذا كثرت ضيعته, وقد ضَاع الشيء يَضِيع ضَيْعَة وضَيَاعًا, ويقال: قد أَرْعَى الله الماشية يُرْعِيْهَا إِرْعَاء، أي أنبت لها ما تَرْعَى, وقد رَعَاه الله، أي حفظه, وقد رَعَيتُ ماشيتي أَرْعَاْهَا, وقد رَعَيت له حرمة, وقد أَحْفَظْت الرجل إِحْفاظًا، إذا أغضبته, وقد حَفِظت العلم وغيره أَحْفَظُه حِفْظًا, ويقال: قد أَحْصَرَه المرضُ، إذا منعه من السفر أو من حاجة يريدها, قال الله عز وجل: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ} [البقرة: ١٩٦] , وقد حَصَرَهُ العدو يَحْصُرُونَهُ حَصْرًا، إذا ضيقوا عليه, ومنه قوله: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} [النساء: الآية ٩٠] أي ضاقت, ومنه:

جَرْدَاء يَحْصَرُ دونها جرامها١

أي تضيق صدورهم من طول هذه النَّخْلة, ومنه قيل للمحبس حَصِير، أي يُضَيَّق به على المحبوس, قال الله جل وعز: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً} [الإسراء: الآية٨] أي محبسًا, ومن رجل حَصُور وحَصِير، وهو الضَّيِّق الذي لا يخرج مع القوم ثمناً إذا اشتروا الشراب, وقال الأخطل:

وشارب ربح بالكأس نادمني ... لا بالحَصُور ولا فيها بِسَوَّار

"أي بمعربد", ويقال: أَقْمَعْت الرجل عني إِقْماعًا، إذا اطَّلَع عَلَيك فَرَدَدْتَهُ عنك.


١ للبيد في معلقته, وصدره:
أعرضت وانتصبت كجذع منيفة

<<  <   >  >>