حاجته قيل: قد أتى الغائط، وأصل التَّيَمُّمِ: القَصْد، ويقال: تَيَمَّمْتُهُ إذا قصدت له، قال الله جل وعز:{فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً}[النساء: الآية:٤٣] ، أي اقصدوا لصعيد طيب، ثم كثر استعمالهم هذه الكلمة حتى صار التَّيَمُّمُ مسح الوجه واليدين بالتراب، وقولهم:"مسافة ما بيننا وبين مدينة كذا وكذا" أصله من السَّوْف، وهو الشَّم، وكان الدليل إذا كان في فلاة أخذ التراب فَشَمَّهُ، فعلم أنه على الطريق والهداية، قال رؤبة:
إذا الدليل اسْتَاف أخلاق الطرق
أي شمها، ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى سموا البعد المسافة، وقولهم:"لَبَّيك وسَعْدَيْك"، تأويله إِلْبَابًا بك بعد إِلْبَاب، أي لزومًا بعد لزوم، وإِسْعَادًا لك بعد إسعاد، يقال: لقد أَلَب بالموضع، إذا لزمه وأقام به، وقولهم:"مَرْحَبًا وأَهْلاً" أي أتيت سعة وأتيت أهلاً فاستأنس ولا تستوحش، وقولهم:"حَيَّاك الله وَبَيَّاك"، معنى حَيَّاك الله: مَلَّكك، والتحية: الملك، وقولهم:"التَّحِيَّات لله" أي الملك لله، قال عمرو بن معد يكرب:
أسيرُ به إلى النعمان حتى ... أنيخ على تَحَيَّتِه بجند
أي على ملكه، وقال زهير بن جناب الكلبي:
ولكل ما نال الفتى ... قد نلته إلا التَّحِيَّة
أي إلا الملك بياك"، أي اعتمدك بالتحية، قال الراجز:
باتت تَبَيا حوضها عُكُوفًا
أي تعتمد حوضها، وقال الآخر:
لما تَبَيَّينَا أخا تميم ... أعطى عطاء اللَّحِز اللئيمِ
وقولهم: "شاركه شركة عنان" أي اشتركا في شيء خاص، كأنه عَنَّ لهما شيء، أي عَرَض، فاشترياه واشتركا فيه، وقال ابن الكلبي: قال الشرقي في قول الناس: "حَدَأَ حَدَأَ وَرَاك بندقة"، الطوسي بالكسر حَدَأ، ويعقوب بفتح حَدَأ، قال: هو حَدَأ بن نمرة بن سعد العشيرة، وهو بالكوة، وبُندُقُةُ بن مَظَّة، وهو سفيان بن سِلْهم بن الحكم بن سعد العشيرة، وبندقة باليمن، فأغارت حدأ على بُنْدُقة فنالت منهم، ثم أغارت بُنْدقة على حَدَأ فأبادتهم، وقال الأصمعي قولهم: "هم في أمر لا ينادى وليده" نرى أن أصله كان أن شدة أصابتهم، حتى كانت الأم تنسى وليدها -يعني ابنها