الصغير، فلا تُنَادِيه ولا تذكره، مما هم فيه، ثم صارت مثلاً لكل شدة، وقال أبو عبيدة: أي هو أمر عظيم لا ينادى فيه الصغار، بل الجِلَّة، وقال الكلابي: قولهم: "لا ينادى وليده"، يقال: في موضع الكثرة والسعة، أي متى أَهْوَى الوليد بيده إلى شيء لم يزجر عنه؛ لئلا يفسده؛ من كثرة الشيء عندهم، وقولهم:"ما يعرف قَبِيلُهُ من دَبِيرِهِ" القبيل من القتل: ما أقبلت به إلى صدرك، والدبير: ما أدبرت به عن صدرك، وقولهم:"أعرابي جلف" أصله من أَجْلَاف الشاة، وهي الشاة المسلوخة بلا قوائم ولا رأس ولا بطن، وقولهم:"قد خَاسَ البيعُ والطعام"، وأصله من خَاسَتِ الجيفة في أول ما تُرْوِحُ، فكأنه كسد حتى فسد، وقولهم: لا تُبَلِّمْ عليه، أي لا تقبح عليه، وأصله من أَبْلَمَت الناقة، إذا ورم حَيَاؤُهَا من شدة الضبعة، وقولهم: قد أَبْلَمَ الرجل إذا ورمت شفتاه، وقولهم:"تَوَحَّشْ للدواء" أي أخلِ جوفك من الطعام، ويقال: بات الرجل وَحْشًا، إذا لم يطعم شيئاً، وبتنا أَوْحَاشًا، وقد أَوْحَشْنا مذ ليلنا، أي ذهب زادنا، قال حميد:
وإن بادت وَحْشًا ليلة لم يَضِقْ بها ... ذراعاً ولم يصبح لها وهو خاشعُ
وقولهم:" قد خَجِل فلان"، قال أبو تمام الأعرابي: الخَجَل سوء احتمال الغني، والدَّقَع: سوء احتمال الفقر، ومنه جاء الحديث في النساء:"إنكن إذا شبعتن خَجِلتُنَّ، وإذا جُعْتُنَّ دَقِعتن": قال الكميت:
ولم يَدْقَعُوا عند ما نابهم ... لصرفي زمان ولم يَخْجَلُوا
وقولهم:"شَوَّر به" أي فعل به فعلاً يستحي منه كأنه أبدى عورته، والشَّوَار: الفرج، يقال للرجل: أبدى الله شَوَاره، قال الفراء: قولهم: "ما به قَلَبَة" هو مأخذو من القُلَاب، وهو داءٌ يأخذ البعير، يقال: بعير مَقْلُوب، قال الأصمعي: وهو داء يصيبه فيشتكي فؤاده منه، فيموت من يومه، يقال: قد أَقْلَبَ فلان، فأراد: ليس به علة، وقال ابن الأعرابي: معناه: ليست به علة يقلب لها فينظر إليه، قال الراجز وذكر فرساً:
ولم يُقَلِّبْ أرضها بيطارُ ... ولا لحبليه بها حَبَارُ
أي لم يُقَلذِبْ قوائمها من علة بها، قال الأصمعي: وأصل "الأسير" أنه ربط بالقد فَأَسَرَهُ، أي شده، فاستعمل حتى صار الأَخِيذ الأسير، قال الله جل ثناؤه: {وَشَدَدْنَا