للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومظالم لا تليق ببني آدم.

وما كثير من هذه الحروب الطاحنة التي يشهدها العالم على مرّ العصور إلا ثمرة نكدة من ثمرات الأنانية الجائرة الصادرة عن أفراد أو شعوب.

واستغلال الشعوب المسمى بالاستعمار صورة بشعة من صور الأنانية المتوحشة.

وما استعمال الفيتو الذي يسمى "حق الفيتو" الذي تستعمله وحوش العصر الحديث الكاسرة من الدول الغربية والشرقية الكبيرة ضد الدول الضعيفة في تقرير مصيرها أو المطالبة بحقوقها، ليس ذلك كله إلا صورةٌ جِدُّ ممقوتة لأنانية شعب ضد شعب أو شعوب، وفرد ضد فرد أو أفراد في مجتمعات تنتسب إلى التحضر.

إن تلك الشعوب الضعيفة أو الأقل قوة في حاجة إلى مساعدة تلك الدول والشعوب لتصل إلى حقوقها المشروعة، فإن لم تفعل هذا فعلى الأقل عليها أن لا تظلمها.

إن معنى الحضارة يصطرع مع ما يسمى بحق الفيتو ومع استغلال شعب بأكمله فلا يَحْكُم العقل عند ذلك بأي معنى من معاني الحضارة لمجتمع يحصل فيه شيء من هذه الانحرافات المغرقة في الجهل والظلم والوحشية ...

ولا يحكم العقل عند ذلك أيضاً بشيء من محاسن الأخلاق لذلك المجتمع إلا بما يحكم به لمن استولى على شخص -ظالماً له- وقهره وسجنه ثم هو إذا جاع أطعمه وإذا مرض عالجه!! فأي قدر من الإحسان

<<  <   >  >>