للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والرحمة يبقي له بعد ذلك؟!!.

وقد يتساءل المرء في هذا الأمر عن حدود هذه الدوافع الفردية في الأخلاق وتلك الدوافع الجماعية في الأخلاق ولا سيما أن المسلم مطالب بأن ينظر لهذه وتلك وقد يتنازعه الأمران ويختلط عليه الواجبان.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لربك عليك حقاً وإن لنفسك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه" ١.

والجواب أن للتمييز بين الدافع الفردي المذموم والدافع الفردي المشروع وبين الدافع الجماعي المذموم والدافع الجماعي المحمود قاعدةً يستطيع الفرد نفسه أن يُفرّق بها بين هذا وهذا، ألا وهي أن لا ينسى -عندما يهتم بمصالح نفسه - مصالح الجماعة فضلاً عن أن يضر بمصالح الجماعة وهو يسعى في تحقيق مصالح نفسه.

فإذنْ كل دافع فردي لسلوك يقوم به الإنسان تجاه مصالحه يرافقه نسيان أو تجاهل لمصالح المجتمع الذي يعيش فيه فهو دافع أخلاقي مذموم ومن ثم فإنه غير مشروع "لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه" ٢.

أو كل دافع فردي لسلوك يقوم به الإنسان تجاه مصالحه يترتب عليه إضرار بمصالح المجتمع أو فرد آخر من أفراده فهو دافع أخلاقي مذموم ومن ثم فإنه غير مشروع.


١ أخرجه البخاري، برقم١٩٧٤ و٤٩٧٥ و٥١٩٩ و٦١٣٤ نسخة الفتح.
٢ متفقٌ عليه، وقد مضى تخريجه في الحاشية رقم ٨٣.

<<  <   >  >>