للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى، المؤمنون كرجلٍ واحدٍ، إن اشتكى رأسُه تداعى له سائر الجسد بالحمّى والسهر"١.

وليس من لازم هذه القاعدة أن لا يسعى الإنسان في تحصيل مصالحه الخاصة به إلا إذا كانت مشتركة بينه والجماعة فقد ألزم الإسلام الفرد واجبات نحو نفسه لا بد أن يقوم بها.

كما أنه لا يجوز للفرد أن يهتم بنفسه فقط وينسى الآخرين.

يقول الإمام ابن حزم: "حَدُّ الاعتدال، أن تُعْطيَ مِن نفْسِك الواجب وتأخذه. وحَدُّ الجَور أنْ تأخذَهُ ولا تُعطيه! " ٢.

إذن على الفرد المسلم أن يقوم بحقوق نفسه وبحقوق مجتمعه وِفَاق ما شرعه الله تعالى في هذا الدين العظيم.

إنه - بحكم ذلك - يؤدي الواجبات عليه نحو نفسه في كثير من


١ مسلمٌ، البر والصلة، ح٦٦،٢٥٨٦ بألفاظ، منها: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى، المؤمنون كرجلٍ واحدٍ، إن اشتكى رأسُه تداعى له سائر الجسد بالحمّى والسهر"، "المسلمون كرجلٍ واحدٍ إن اشتكى عينُه اشتكى كله وإن اشتكى رأسُه اشتكى كله"، وأخرج البخاريّ بعض هذه الألفاظ. ولك أن تُقَدِّر مدى قُربنا أو بُعدنا نحن المسلمين اليوم من هذه الصورة المُفترَضة شرعاً!! ولا تكتفِ بالتأوه والحزن، وإنما خُذْ نفسك بخطوة أو خطوات إلى الاقتراب من هذه الصورة المشرقة التي يفرضها علينا الخالق سبحانه.
٢ "الأخلاق والسّيَر..": ٣٢.

<<  <   >  >>