للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَهلِ البدع ليس بزائدٍ في صلاحكم، ولا تعيبوها بغْياً على أَهلِها؛ فإنّ البغيَ مِن فسادِ أَنفسِكم. وليس ينبغي للمطبِّب أَن يُداوي المرضى بما يُبرِؤهم ويُمْرِضُه ... " ١!!.

٥- استباحة عدَدٍ مِن الأساليب المحرَّمة في التعامل مع المسلم المخالِف:

ولقد ترتَّبَ على الظن السابق ذِكره-وهو استباحةُ الطعن في عقائد المسلمين، نُصْرةً للدين، على حدِّ زعْم الزاعمين-استباحةُ ارتكابِ عددٍ مِن الأساليب غير مشروعة، كلُّها ظُلُماتٌ بعضها فوق بعض، للقيام بهذا الواجب المزعوم!.

ومِن تلك الأساليب ما يلي:

*استباحةُ تتبُّعِ عورات المسلمين بغيرِ حقٍّ، وقد جاء في الحديث: "عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فنادى بصوتٍ رفيعٍ، فقال: "يا معشر مَن أسلمَ بلسانه ولم يُفْضِ الإيمان إلى قلبه، لا تُؤذوا المسلمين ولا تُعَيّروهم، ولا تتبَّعوا عوراتهم؛ فإنه مَن تَتبَّعَ عورة أَخيه المسلم تَتبَّع الله عورته، ومَن تتَبَّعَ الله عورته يَفضحْه ولو في جوف رَحْله" ٢.


١ سنن الدارمي: ١/١٧٠.
٢ أَخرجه الترمذيّ: برقم٢٠٣٢، وعنده: "ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة، فقال: ما أعظَمَك وأعظَمَ حُرمَتَكِ، والمؤمنُ أعظَمُ حُرْمَةً عند الله منكِ"، قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ ... ، وأخرجه ابن حبان برقم: ١٤٩٤. يُنْظَر: غاية المرام بتخريج أحاديث "الحلال والحرام"، للألباني، برقم٤٢٠، وقد حسّنه.

<<  <   >  >>