للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا في الذي يتتبَّعُ عورات المسلمين؛ فكيف بالذي يتَّهم المسلمين بما ليس فيهم!.

وإذا قال لك مَن هذه حاله: إنه يفعلُ هذا مِن أَجْل الإسلام. فقُلْ له: كَذبتَ، ليس الأمر كذلك؛ لأنَّ هذا الحديث هو كلام رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، والإسلام إنما يؤخذُ عنه وليس عن مثلك!.

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً: "إنك إنْ اتّبعتَ عورات الناس أفسدتهم، أو كدتَ أن تُفْسِدهم" ١، وقال أيضاً: "إنّ الأميرَ إذا ابتغى الريبةَ في الناس أَفسدهم" ٢.

* مخادعَةُ الناس والتعاملُ معهم ليس على أساس النصيحةِ، وإنما بهدَفِ تَطَلُّبِ الفضيحة؛ لأن هذا هو الذي يَسرُّ هذا الصنفَ مِن الناس؛ فيُحِبُّ أحدُهم أَن يُثْبِتَ أن فلاناً مبتدعٌ-مثلاً-ويَدْعُوه ذلك إلى أنْ يتخذ عدداً من الأساليب والوسائل المادِّيّة والمعنويّة، غيرَ مشروعةٍ؛ لتحقيق غايته تلك، ولَعَلّه يزورُ-مِن أجْلِ ذلك الغرض- مَن لا يُحِبُّ زيارته، أو مَن لا يُحبُّه، ولعلَّه يستمِعُ لحديث مَن لا يُحِب سماع حديثه، وقد يكون المتحدِّثُ كارهاً كذلك لاستماع ذلك الشخص لحديثه، ثم يُحَوِّر الزائرُ ويُزَوِّرُ في الكلام قصْداً، أو ينقله على غير فهْمٍ، كلُّ ذلك لِيَنْصُرَ الدين ويُحاربَ البدعةَ بزعمه! -والحمد لله على العافية والسلامة مِن مثل هذه الأمراض٣.


١ ممن أَخرجه أبو داود برقم٤٨٨٨، وابن حبان برقم٥٧٣٠. يُنْظَر: غاية المرام بتخريج أحاديث "الحلال والحرام"، للألباني، برقم٤٢٤، وقد صححه.
٢ ممن أخرجه أحمد: ٦/٤، وأبو داود برقم٤٨٨٩. يُنْظَر: غاية المرام بتخريج أحاديث "الحلال والحرام"، للألباني، برقم٤٢٥، وقد صححه.
٣ ولقد يَفعل هذا طالبٌ مع أُستاذه-وهو طالبٌ، وهو مِن أَجهلِ الناس بمنهج السلف وأخلاق الإسلام-. ومتى أَصبح مثْلُ هذا الطالب وليّاً للإسلام وفي مكان الرقيب على شيخه، ومتى أَصبح الشيخ في مكان المتَّهم على الإسلام وأَهله؟!.

<<  <   >  >>