للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورضوانه، إلا أن يقف هذا الموقف من هواه ومن هوى غيره، نسأل الله التوفيق!.

* - وقوله سبحانه: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ..} ١ تشتمل هذه الآية على قاعدة في الأخلاق تتعلق بالباعث الفرديّ والباعث الجماعيّ في أخلاق الإنسان وسلوكه، وتحدد بوضوح هذا الوعيد الشديد من رب العالمين لمن وقع في وبال النزعة الفردية في الأخلاق، فأصبح لا همّ له إلا نفسه، ولا داعي عنده للتفكير في الآخرين! ومن ثم فلا حرج عند هذا الصنف المرذول من الناس أن يسلك هذا المسلك الذي وصمته به الآية!. وما ذُكِر في الآية -من الكيل والوزن- ما هو إلا مثال. وأفعالُ الشر والانحراف تتعدد، والمنحرفون يخترعون من السلوك والأنماط ما يعبّرون به عن نوازعهم الفردية البغيضة، والله المستعان!.

* - وقوله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ... } ٢ يقرر نهجاً عامّاً في السلوك والخلق مرتبطاً بالعقيدة والإيمان، ذلك هو إحسان عبادة الله تعالى، والإحسان إلى أَولى الناس بإحسان الإنسان، وهما الوالدان، ولا يكون ذلك إلا بعبادة الله وحده لا شريك له وتقدير الله حق قدره، وبرِّ الوالدين بطاعتهما بطاعة الله وإكرامهما واحترامهما بصورةٍ لا يُقدّم عليهما فيها سواهما من البَشَر


١ ١ - ٣: المطففين: ٨٣.
٢ ٢٣: الإسراء: ١٧.

<<  <   >  >>