للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يَعني هذا أن يكون حقهما مسقِطاً لحق غيرهما، كما قد يتصوره بعض الناس، وهذا أمرٌ مرتبطٌ بخُلُقِ الاعترافي بالفضل لأهله.

* - وقوله سبحانه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ..} ١ يقرر منهجَ التوحيد في حياة الإنسان، وأنه هو الصواب والعدل، وأن الشرك ظلمٌ عظيم، ولا شك في أنه ينبني على حقيقة التوحيد صلاحٌ عامّ في حياة الإنسان، كما أنه ينبني على الشرك فساد عامّ في حياة الإنسان، كلُّ ذلك في أصول الحياة وفي فروعها. ولو تابعتَ وصايا لقمان لابنه في هذه السورة من بعد هذه الآية لرأيت فيها ما يؤيِّدُ كل خلق حميد، ويدفع كل خلق غير سديد، ولكن المقام لا يتسع لكي نمضي إلى أكثر من هذا، وتبقى العودة إلى القرآن، أو الحياة معه، واجبَ الحياة لمن أراد الحياة، وما هذه الوقفات إلا إشارات سريعة إلى الموضوع أرجو أن تكون مفيدة.

وإن مما يجب أن لا يُنسَى اليقينَ بأن كتاب الله وحديث رسوله قد استوعبا كل ما نحتاجه من بيان عن الأخلاق، بأدق ما يكون، وبأسلوب جميل سهْلٍ معجِز، وما علينا إلا الورود عليهما وفقههما والنهل منهما.


١ ١٣: لقمان: ٣١. ويُنظَر بقية الآيات بعدها وما اشتملت عليه من أخلاق وآداب عظيمة!.

<<  <   >  >>